عظماء أسلموا


 


 غاري ملير Gary Miller




هو الدكتور غاري ملير Gary Miller، أحد أعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في قسم الرياضيات.
كان من المبشِّرين النشطين جدًّا في الدعوة النصرانية، وأيضًا هو من الذين لديهم علم غزير بالكتاب المقدس، وكان يحب الرياضيات بشكل كبير؛ لذلك كان يحب المنطق أو التسلسل المنطقي للأمور.
قصة إسلام الدكتور غاري ملير
في أحد الأيام أراد أن يقرأ القرآن بقصد أن يجد فيه بعض الأخطاء التي تعزِّز موقفه عند دعوته المسلمين للدين النصراني، كان يتوقع أن يجد القرآن كتابًا قديمًا مكتوبًا منذ 14 قرنًا يتكلم عن الصحراء وما إلى ذلك، لكنه دُهِش لما وجده فيه، واكتشف أن هذا الكتاب يحتوي على أشياء لا توجد في أيِّ كتاب آخر في هذا العالم.
كان يتوقع أن يجد بعض الأحداث العصبية التي مرت على النبي صلى الله عليه وسلم؛ مثل وفاة زوجه خديجة رضي الله عنها، أو وفاة بناته وأولاده، لكنه لم يجد شيئًا من ذلك، بل الذي جعله في حَيْرة من أمره أنه وجد أن هناك سورة كاملة في القرآن تسمَّى (سورة مريم)، وفيها تشريف لمريم عليها السلام لا يوجد له مثيل في كتب النصارى، ولا في أناجيلهم! ولم يجد سورة باسم عائشة أو فاطمة رضي الله عنها. وكذلك وجد أن عيسى -عليه السلام- ذُكِر بالاسم 25 مرة في القرآن، في حين أن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم لم يذكر إلا خمس مرات فقط، فزادت حيرة الرجل.
أخذ يقرأ القرآن بتمعُّنٍ أكثر لعله يجد ما يؤخذ عليه، ولكنه صعق بآية عظيمة وعجيبة ألا وهي: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82].
يقول الدكتور غاري ملير عن هذه الآية: "من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر هو مبدأ إيجاد الأخطاء، أو تقصِّي الأخطاء في النظريات إلى أن تثبت صحتها، والعجيب أن القرآن يدعو المسلمين وغير المسلمين إلى إيجاد الأخطاء فيه، ولن يجدوا". ويقول -أيضًا- عن هذه الآية: "لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلِّف كتابًا ثم يقول: هذا الكتاب خالٍ من الأخطاء، ولكن القرآن على العكس تمامًا يقول لك: لا يوجد أخطاء، بل يعرض عليك أن تجد فيه أخطاء، ولن تجد".
أيضًا من الآيات التي وقف الدكتور غاري ملير عندها طويلاً هي الآية: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء: 30].
يقول: إن هذه الآية هي بالضبط البحث العلمي الذي حصل على جائزة نوبل عام 1973م، وكان عن نظرية الانفجار الكبير، وهي تنصُّ أن الكون الموجود هو نتيجة انفجار ضخم حدث منه الكون بما فيه من سموات وكواكب، فالرتق هو الشيء المتماسك في حين أن الفتق هو الشيء المتفكك، فسبحان الله!
أما الجزء الأخير من الآية وهو الكلام عن الماء كمصدر للحياة، يقول الدكتور غاري ملير: "إن هذا الأمر من العجائب؛ حيث إن العلم الحديث أثبت مؤخرًا أن الخلية تتكون من السيتوبلازم الذي يمثل 80٪ منها، والسيتوبلازم مكون بشكل أساسي من الماء، فكيف لرجل أمِّيٍّ عاش قبل 1400 سنة أن يعلم كل هذا لولا أنه متصل بالوحي من السماء؟! فسبحان الله!
اعتنق الدكتور ملير الإسلام عام 1977م، ومن بعدها بدأ يلقي المحاضرات في أنحاء العالم، وكان لديه الكثير من المناظرات مع رجال الدين النصارى الذين كان هو أحدهم.
إسهامات الدكتور غاري ملير
قام الدكتور غاري ملير بكتابة الكثير من المؤلفات عن الإسلام، مثل: القرآن المذهل، الفرق بين القرآن والكتاب المقدس، نظرة إسلامية لأساليب المبشرين.
إضافةً إلى ذلك أسلم على يديه الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم، وأيضًا كان لديه الكثير من الخبرات في أسلوب الدعوة، وقد استفاد الكثير من الدعاة من خبراته مثل الشيخ أحمد ديدات، الذي دعاه إلى جنوب إفريقيا في الماضي لإلقاء بعض المحاضرات، وإقامة بعض المناظرات(1).



دافيد ليفلي .. الإسلام هو دين الله

دافيد ليفلي .. الإسلام هو دين الله

ولد دافيد ليفلي David Lively في مدينة فيلادلفيا شمال شرق الولايات المتحدة، وأخذ في دراسة الرياضيات حتى تخرج في جامعة (ليهاي) متخصِّصًا في الكمبيوتر.
ويقول عن نفسه: "في بداية الشباب كنت مواظبًا على ارتياد الكنيسة البروتستانتية أنا وأسرتي، والبروتستانتية مذهب غالبية الشعب الأمريكي، وطالعت مبكرًا النصوص والمعتقدات الدينية، إلا أنني لاحظت أن عقلي وقلبي لا يتقبلان أمرين أساسيين من معتقدات النصرانية، هما:
- عقيدة التثليث (مرفوضة بأي شكل) لتعارضها مع العقل.
- وعقيدة الخلاص المنسوبة للمسيح عليه السلام؛ لما فيها من التناقض الديني في مجال الأخلاقيات.
عند ذلك اندفعت للبحث عن معتقد جديد يعصمني من الانحراف والضياع، ويملأ الفراغ الروحي الذي يعانيه ويشكو منه الشباب الأمريكي والأوربي(1).
قصة إسلام دافيد ليفلي
يتحدث دافيد ليفلي عن نفسه فيقول:
"تعرفت على صديق أمريكي سبقني للإسلام، وكانت لديه ترجمة لمعاني القرآن الكريم بالإنجليزية، فأخذتها لأضيفها إلى ما لديَّ من كتب دينية، وما إن بدأت في قرأتها حتى استراح قلبي للمبادئ التي اشتمل الإسلام عليها، ثم اتجهتُ إلى الإسلام داعيًا الله بهذه الدعوات: يا صاحب الهداية، إذ لم يكن هذا الدين المسمَّى بالدين الإسلامي هو دينك الصحيح الذي ترضى عنه، فأبعدني عنه وعن أصحابي من المسلمين، وإذا كان هو دينك الحق فقربني إليه وفقهني فيه.
ولم يمر أسبوع إلا واستقرَّ الإسلام في قلبي ورسخ في ضميري، فاطمأن قلبي وعقلي وسكنت نفسي، واستراحت إلى أن الإسلام هو دين الله حقًّا، وصدق القرآن عندما يقرِّر: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ} [آل عمران: 19]"(2).
إسهامات دافيد ليفلي
حاول داود عبد الله التوحيدي (وهذا اسمه بعد إسلامه) تنبيه المسلمين لما هم عليه، طالبًا منهم تغيير أوضاعهم فيقول:
"ما أبعد الفرق بين الإسلام وما يشتمل عليه من قيم وأخلاقيات وعقائد سامية، وبين حال المسلمين من جهلهم بعقيدتهم وفقدانهم لقيمهم، وابتعادهم عن قيم الإسلام وأخلاقياته!! فحكام المسلمين تباطئوا في العمل من أجل الإسلام مع أنها رسالتهم السامية، وعلماء الإسلام تخلوا عن دورهم الحقيقي في الدعوة وفي الاجتهاد واستنباط الأحكام، والمطلوب من علماء الإسلام ألاّ يكتفوا بحفظ التراث فقط، بل عليهم العودة إلى إعمال الفكر الإسلامي، وعندئذٍ يعود إليهم نور النبوة والإيمان والتطبيق والنفع لغيرهم.
وإنه لمِمَّا يثير الدهشة ابتعاد كثير من الشباب في العالم الإسلامي عن قيم الإسلام الروحية وانصرافهم عن تعاليمه، في الوقت الذي نجد فيه شباب العالم الغربي متعطشًا إلى هذه القيم، ولكنه لا يجدها في مجتمعاته العلمانية التي لا تعرف عن الإسلام شيئًا"(3).
أما عن أمنية ذلك المسلم الأمريكي داود التوحيدي:
"إن أمنيتي أن تتواصل دراساتي الإسلامية، والتخصص في مجال مقارنة الأديان؛ حتى أتمكَّن من الاشتراك في تربية الأجيال المقبلة من أبناء المسلمين في أمريكا، والتصدي للغزو الفكري هناك، وحتى أعمل على نشر الإسلام بين غير المسلمين. كما أتمنى أن يأتي اليوم الذي أرى فيه للإسلام تأثيرًا في إعادة صياغة المجتمع الأمريكي في المستقبل، وأن أشارك في نهضة الإسلام في أنحاء العالم؛ فالإسلام لا يعرف الأوطان، وإنما هو هداية مُرسلة إلى العالمين، والقرآن الكريم يقول عن رسول الإسلام: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].



المستشرق حسين روف .. عالم الأديان والاجتماع

المستشرق حسين روف .. عالم الأديان والاجتماع
المستشرق حسين روف .. عالم الأديان والاجتماع

ولد مستر روف Rove المستشرق الإنجليزي عالم الأديان والاجتماع عام 1916م لأبوين أحدهما مسيحي والآخر يهودي في إنجلترا، وقد بدأ حياته بدراسة عقيدة أبويه المسيحية واليهودية، ثم انتقل إلى دراسة الهندوسية وفلسفتها وخاصةً تعاليمها الحديثة، والعقيدة البوذية مع مقارنتها ببعض المذاهب اليونانية القديمة، ثم قام بدراسة بعض النظريات والمذاهب الاجتماعية الحديثة وخاصةً أفكار عالم روسيا الأكبر وفيلسوفها الأعظم ليو تولستوي.
قصة إسلام المستشرق حسين روف
جاء اهتمام مستر روف بالإسلام ودراسته للإسلام متأخرة بالنسبة للأديان والعقائد الأخرى، برغم إقامته في بعض البلاد العربية؛ وكان أول تعرُّف له عليه عن طريق قراءاته لترجمةٍ للقرآن الكريم وضعها (رودويل)، إلا أنه لم يتأثر بها؛ لأنها لم تكن ترجمة أمينة صادقة، وكان شأنها في ذلك شأن كثير من الترجمات المماثلة، التي يشوبها الجهل أو الأغراض العدائية، والتي صدرت بعدة لغات أجنبية.
غير أنه -لحسن حظه- التقى بأحد دعاة الإسلام المثقفين المخلصين الذين يتقدون حماسًا له، وإخلاصًا في تبليغه للناس، فقام بتعريفه بعضَ حقائق الإسلام، وأرشده إلى إحدى النسخ المترجمة لمعاني القرآن الكريم، ترجمها أحد العلماء المسلمين، وأضاف إليها تفسيرًا واضحًا مقنعًا بُني على المنطق والعقل، فضلاً عن توضيح المعاني الحقيقية التي تعجز عن إبرازها اللغة الإنجليزية، كما أرشده إلى بعض الكتب الإسلامية الأخرى التي تتسم بالصدق والبرهان الساطع، فأتاح له كل ذلك أن يُكوِّن فكرة مبدئية عن حقيقة الإسلام، أثارت رغبته في الاستزادة من المعرفة به وبمبادئه وأهدافه عن طريق المصادر العلمية غير المغرضة.
وقد أكدت صلاته ببعض الجماعات الإسلامية، ودراسته لأحوالهم عن كَثَبٍ مدى تأثير الإسلام في سلوكهم وروابطهم؛ فتأكَّدت بذلك في نفسه فكرته المبدئية عن عظمة الإسلام، فآمن به كل الإيمان(1).
أما لماذا أسلم هذا المستشرق الإنجليزي؟
فيصف تجربته لاعتناق الإسلام حيث يقول:
"ذات يوم من عام 1945م دُعيت من بعض الأصدقاء لمشاهدة صلاة العيد، وتناول الطعام بعد الصلاة، فكانت تلك مناسبة طيبة لأرى عن قربٍ ذلك الحشد الدوليّ من المسلمين، لا تجد فيهم تعصبًا قوميًّا أو عرقيًّا… هناك قابلت أميرًا تركيًّا وإلى جواره كثير من المعدمين، جلسوا جميعًا لتناول الطعام، لا تلمح في وجوه الأغنياء تواضعًا مصطنعًا أو تكلفًا وتظاهرًا كاذبًا بالمساواة، كذلك الذي يبدو على الرجل الأبيض في حديثه إلى جاره الأسود، ولا ترى بينهم من يعتزل الجماعة أو ينتحي فيها جانبًا أو ركنًا قصيًّا، ولا تلمح بينهم ذلك الشعور الطبقي السخيف الذي يمكن أن يتخفى وراء أستار مزيفة من الفضيلة".
"ويكفيني أن أقول بعد تفكير وتدبُّر: إنني وجدت نفسي تلقائيًّا أهتدي إلى الإيمان بهذا الدين بعد دراستي جميع الأديان الأخرى المعروفة في العالم دون أن يشد انتباهي، ودون أن أقتنع بأيِّ دينٍ منها".
ثم أشاد بأخلاق المسلمين وسماحتهم وكرمهم، وأشار إلى قدرة الإسلام على علاج مشكلة التفاوت الاجتماعي والصراع الطبقي بقوله:
"لقد سافرت إلى أقطار كثيرة في أنحاء المعمورة شرقها وغربها، وأتيحت لي الفرصة لأرى كيف يستقبل الغريب في كل مكان، وأن أعرف أين يكون إكرامه أول ما يخطر لي على البال، وأن يكون العُرف الأول هو (التحري عنه وعن المصلحة أو الفائدة التي قد تأتي من مساعدته)، فلم أجد من غير المسلمين مَن يدانيهم في استقبال الغريب والحفاوة به وإكرامه والعطف عليه دون انتظار مقابل، أو دون توقع مصلحة... ومن الناحية الاقتصادية نجد أن الجماعات الإسلامية هي وحدها التي أزالت الفوارق بين الأغنياء والفقراء بطريقة لا تدفع الفقراء إلى قلب كيان المجتمع، وإثارة الفوضى والأحقاد"(2).
إسهامات المستشرق حسين روف
لقد كان المستشرق الإنجليزي المسلم حسين روف واحدًا من أبرز الباحثين الاجتماعيين الأوربيين الذين درسوا الأديان والمذاهب الاجتماعية دراسة متأنية متعمقة، فبهرته عظمة الإسلام، وسموُّ أهدافه ومبادئه، وقدرته الفائقة على حل المشاكل ومواجهة المتاعب التي يعانيها الأفراد، وتقاسي منها المجتمعات الإنسانية، وملاءمته العجيبة لمختلف البيئات والحضارات على تباينها واختلافها.
وبعد إسلامه كان طبيعيًّا أن يبادر بالدعوة إلى هذا الدين، الذي ملك عليه قلبه وعقله ومشاعره؛ لتبصير مواطنيه بمبادئه السمحة وأهدافه السامية، مع تفنيد طوفان الأكاذيب، وهدم صرح الأوهام والأباطيل التي ألصقها خصوم الإسلام به(3).
وصدق الله إذ يقول: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ} [فصلت: 33].


لورين بوث .. شقيقة زوجة توني بلير




في عام 2010م أعلنت لورين بوث Lauren Booth الصحافية وناشطة حقوق الإنسان البريطانية، والأخت غير الشقيقة لزوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير إسلامها.
أثار إعلان لورين بوث إسلامها عاصفةً من الانتقادات في بريطانيا والغرب، مما دفعها إلى كتابة مقالة في صحيفة (جارديان) بعنوان: الآن وقد صرت مسلمة.. لِمَ كل هذا الفزع؟(1).
وُلدت لورين بوث في شهر يوليو عام 1967م بلندن، وهي صحافية نشطة، وتهتم بما يدور في العالم من أحداث، وقادها بحثها عن الحقيقة لاعتناق الإسلام، وقد اشتهرت عالميًّا كناشطة في مجال حقوق الإنسان ومعارضة قوية للاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003م، كما تُعَدُّ من أهم المنتقدين للحصار المفروض على غزة، وتنتقد سياسة الأوربيين في التعامل مع القضايا العربية، وفي القلب منها القضية الفلسطينية، وقد اشتهرت بمواقفها الرافضة لسياسة زوج شقيقتها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
ولشدَّة إيمانها بالحق العربي حصلت "لورين بوث" على الجنسية الفلسطينية من رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية عام 2008م، وقامت بعدة زيارات إلى قطاع غزة والضفة الغربية.
قصة إسلام لورين بوث
والسبب في إسلامها هو قربها من القضايا العربية والإسلامية بحكم عملها كصحفية، فلقد كانت من المعارضين للحرب على العراق وتُؤَيِّد القضية الفلسطينية،وكان لها ظهور في القنوات المختلفة، وتحكى هي عن نفسها أنها مرَّت بتجربة روحية من خلال طوافها بالعالم الإسلامي أدت بها في النهاية أن تنطق بالشهادتين في لندن.
وقد تحدَّثت "لورين بوث" في لقاء تلفزيوني لبرنامج "حوار خاص" على قناة الحوار، التي تبث من لندن بالمملكة المتحدة، وقالت: "الصورة التي تُرسم للإسلام في الغرب مشوهة، بينما نرسم لأنفسنا في الغرب من خلال الإعلام والسياسيين صورة الصالحين؛ فنبدو هنا كما لو كنَّا في مواجهة شيء عنيف ومعتدٍ، ويضطر سياسيونا إلى توضيح لماذا نغزو هذه الشعوب، ونستولي على تلك الأراضي؛ أي أن غير المسلمين في الغرب يُصَوِّرون أنفسهم كما لو كانوا قاهرين للشرِّ..
لكن حينما تذهب كما فعلتُ أنا إلى فلسطين ترى الشرَّ الهائل، الذي أنزلته الصهيونية بالشعب الفلسطيني بدعم من الحكومة البريطانية، ومن قبل الاتحاد الأوربي، وطبعًا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية؛ بما تُوَفِّره من قنابل ورصاص!".
هذه هي كلمات واحدة من الذين كانوا بالقرب من المطبخ الذي يعد فيه المكر للمسلمين.. فهل من يقظة إلى القضية الفلسطينية، ووضعها نُصب أعييننا لتحرير المسجد الأقصى وكامل التراب الفلسطيني؟
إسهامات لورين بوث
وتعدُّ لورين بوث من الناشطات في مجال التواصل المجتمعي، ولها صلات بالعديد من المنظمات والجمعيات الخيرية حول العالم، هذا بالطبع بجانب اهتمامها-بالقضية الفلسطينية- ومنها: "الاتحاد العالمي للصحفيين"، و"إعلاميون ضد الحرب". وغيرها من المنظمات والجمعيات التي تطالب بحقوق الإنسان.
وهي تشارك في العديد من الندوات والمؤتمرات والحفلات الإسلامية عبر الدول الإسلامية المختلفة، إضافة إلى ذلك فهي كاتبة في عدة صحف، ولها مقالات وأعمدة خاصة فيها، مثل: (الصانداي تايمز، الديلي ميل)، ولها موقع خاص بها (laurenbooth) على شبكة الإنترنت.

هنريك برودر الصحفي الألماني


هيا اسمعوني فقد أسلمت
شهد العالم في القرن الماضي ظاهرة اعتناق الإسلام في الغرب بشكل ملحوظ وخاصة من قبل النخبة والصفوة وقادة الرأي العام والعلماء والفلاسفة، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا يعتنق الكثير من مفكري الغرب ومثقفيهم على اختلاف توجهاتهم الإسلام؟ هذا ما سنعرفه من خلال سلسلة روائع سير المهتدين التي ترويها لكم «الوعي الاسلامي» بألسنة أناس سعوا إلى الهداية والسعادة، أناس يرون أن الإسلام دين العقل والمنطق والحرية والرحمة والإحسان للإنسانية جمعاء.
حين أعلن الكاتب الألماني والصحفي الشهير هنريك م برودر Henryk M. Broder، الذي تميز بنقده الجارح للإسلام والمسلمين خاصة في عام 2007م، إسلامه بشكل مفاجئ وقال مطلقا صيحته الكبيرة: "هيا اسمعوني فقد أسلمت"، وهو الذي كان يطعن في الإسلام، كان إعلانه هذا صدمة للألمان والأوربيين عموماً.
من هو هنريك برودر
هنريك برودر عمره 61 سنة، الصحفي اليهودي المخضرم في مجلة دير شبيجل الألمانية ذو الشعبية الكبيرة، صاحب أكثر الكتب مبيعاً في ألمانيا عام 2007م بعنوان "هاي.. أوروبا تستسلم" وحاصل على جائزة الكتاب الألماني للعام.
هنريك برودر قبل إسلامه
إن هنريك برودر كاتب اشتهر بهجومه الشديد على الإسلام، وكان يحذر دائماً من خطر الإسلام على أوروبا.
ومن أقوال هنريك برودر: "لا أريد لأوروبا أن تستسلم للمسلمين، عندما يقول وزير العدل الألماني إنه من الممكن أن تكون الشريعة هي أساس القوانين، فعلى أوروبا السلام".
وقوله: "الإسلام أيديولوجية أصبحت أكثر وأكثر مرتبطة بالعداء للحياة العصرية الغربية".
وقوله: "أنصح الأوربيين الشباب بالهجرة، فأوروبا الآن لن تظل كذلك لأكثر من عشرين عاما قادمة.. أوروبا تتحول للإسلام الديموجرافي".
وقوله: "نحن نمارس بشكل غريب نوعا من الاسترضاء، رداً على أفعال الأصوليين الإسلاميين".
قصة إسلام هنريك برودر
إن هنريك برودر Henryk Broder هذا العدو اللدود للإسلام والمسلمين والمدافع عن أوربا العصية على الإسلام، في نهاية فبراير 2008م أصبح مسلماً وأصبح اسمه محمد هنريك برودر، وليس ذكر تلك القصة لإسلام هذا الرجل الإعلامي المعروف من باب الابتهاج بإسلامه، بقدر ما هي للتعرف على أسباب تحول هذا الكاتب بهذه الخلفية والفكر والتراث الكبير، وبعد هذا العمر إلى دين كان يهاجمه وينتقده طول مسيرة حياته.
يقول محمد برودر: "لقد جاء إعلان إسلامي هذا نتيجة صراع داخلي مرير مع نفسي لسنين طويلة، فأنا لم أدع ديني ولكني عدت لديني وهو الإسلام دين الفطرة، أنا الآن أفتخر بأني عضو في أمة تعدادها مليار وثلاثمائة مليون إنسان في العالم معرضين للإهانة بشكل دائم، وتنجم عنهم ردود أفعال على تلك الإهانات، وأنا سعيد بالعودة إلى بيتي الذي ولدت فيه، لقد شاهدت العلاقات بين المسلمين وخصوصا من الناحية الجنسية، والطهارة والعفة والتواصل الاجتماعي الذي تفتقده أوربا، وكانت دافعاً كبيراً لي لكي أتحول إلى الإسلام دين رب العالمين، كما أن سياسة الكيل بمكيالين المتبعة في ألمانيا العلمانية، ليست بالأهمية بالنسبة لي".
وقد عدد الإعلامي الألماني هنريك برودر أسباباً كثيرة لإعلان إسلامه الذي فاجأ الألمان والأوربيين، في حديثه الحصري مع موقع العالم أون لاين تحت عنوان: "صدمة الأسبوع.. هنريك برودر يتحول للإسلام".
ردود الفعل حول إسلام هنريك برودر
وقد جاء إعلان إسلام هنريك برودر هذا نتيجة صراع داخلي مرير مع نفسه لسنين طويلة، وفي مقابلة مع إمام مسجد رضا في نيوكولن في ألمانيا قال برودر "إنه ارتاح أخيرا للتخلص من كبت الحقيقة التي كانت تعصف بجوارحه" وقال معقبا على سؤال حول تخليه عن دينه اليهودي "إنه لم يدع دينا وإنما عاد إلى إسلامه، الذي هو دين كل الفطرة التي يولد عليها كل إنسان".
هذا وقد صار يدعى بعد أن أدى الشهادة أمام شاهدين بـ (محمد هنريك برودر)، وقال معقبا على ذلك بافتخار: "أنا الآن عضو في أمة تعدادها مليار وثلاثمائة مليون إنسان في العالم معرضين للإهانة باستمرار، وتنجم عنهم ردود أفعال على تلك الإهانات، وأنا سعيد بالعودة إلى بيتي الذي ولدت فيه".
قوبل إسلام هذا الكاتب بترحاب كبير من المسلمين، الذين كانوا يجدون فيه متهجما كبيرا على عقائدهم وتصرفاتهم، وإذا به ينقلب إلى رافض لتلك الجوائز الأدبية التي تمنح للمدافعين عن العقلية المعادية للسامية لدى اليهود أنفسهم، على حد قوله، أي أن اليهود هم الذين يعادون السامية الحقيقية (أو بالأحرى الحنيفية) وما كان عليه الأنبياء والمرسلون من توحيد وأخلاق ونور وهداية.
واستقبل الكثيرون من مثقفي الألمان إعلانه الإسلام بمرارة بعد حربه الطويلة على الإسلام، واعتبر بعضهم هذا بمنزلة صدمة للألمان الذين كانوا يقرأون بلهفة ما ينشره بغزارة.

البريطانية سارة يوسف


 

بخُطًا ثابتة وعزم أكيد تحوَّلت ابنة السادسة عشرة من فتاة كاثوليكية عادية تركض خلف عارضات الأزياء مثل بنات جيلها إلى امرأة ناضجة، وواحدة من أكثر الشخصيات المسلمة تأثيرًا في المجتمع البريطاني.
هي شعلة من الحركة والنشاط؛ في الصباح قد تلتقي بتوني بلير وترجع إلى مكتبها في شرق لندن، وتطمئن على حال العاملين في المجلة التي ترأسها – مجلة إميل emel - لترجع بعدها إلى البيت وتطمئن على حال أبنائها الثلاثة. فحياتها تُعَدُّ مثالاً للنجاح وإمكانية التأثير والفعل إذا وجدت العزيمة والإصرار على تحقيق الهدف.
قصة إسلام سارة يوسف
اعتنقت سارة الإسلام في السادسة عشرة بعد أن نشأت في عائلة كاثوليكية التي لم تتقبل إسلامها بصدر رَحْب؛ لأن فكرتهم عن الإسلام أنه دين عنف وتخلُّف.
وسبب إسلامها يعود إلى عدم إيمانها بقداسة البابا، ومبدأ أن المسيح صُلِبَ ليُخَلِّصَ الناس من خطاياهم.
"الإسلام أجاب عن كل أسئلتي وأفضل ما فيه هو الإيمان بإله واحد" هكذا تتحدث سارة، وتُكمِل: "اعتنقتُ الإسلام لأنه خاطب عقلي وفؤادي، وهو بالنسبة إليَّ أبسط الطرق للوصول إلى الله".
أمَّا الآن فسارة يوسف في السادسة والثلاثين من عمرها وأم لثلاثة أطفال، وعلى الرغم من مشاغلها التي لا تنتهي فهي تقوم برئاسة تحرير أهم مجلة تُعنَى بحياة وقضايا المسلمين في بريطانيا.
"الاحتفال بالحياة المسلمة" هذا هو الشعار الذي تتبنّاه مجلة "إميل" التي ترأسها سارة يوسف، والإسلام برأي سارة لا يقتصر على الصلاة والسياسة، وإنما يتضمن جميع نواحي الحياة.
وكما أسهمت الحضارة الإسلامية في التراث الإنساني؛ كذلك المسلمون في بريطانيا يُسهمون في بناء مجتمع سلمي بنَّاء.
"تعرضتُ للبصق والإهانة من قبل المخمورين في الشوارع لكوني مسلمة" هذا ما قالته سارة عن حالتها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وأحداث 7/7 في لندن التي أودت بحياة العشرات؛ إذ زاد مناخ العداء للمسلمين بشكل عام، وأصبحوا متَّهمين في كل تصرفاتهم، ويتم تصويرهم بواسطة الإعلام كتهديد خفي يهدد أمن المجتمع البريطاني.
قصة نجاح
ببساطة كان من الممكن لسارة أن تعيش كالآلاف من المسلمين في المجتمع البريطاني وتستسلم لموجة العداء للمسلمين، ولكنها اختارت المجابهة وخوض معركة الإعلام الشرسة وتتساءل: "هناك هجمة من قبل الغرب العلماني على الدين بشكل عام، فهل نهجر السفينة لنعيش على جزيرة منعزلة هادئة؟ الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفقد الأمل، وحارب ودافع برغم كل الهجوم على الإسلام، ونحن أيضًا علينا ألاَّ نفقد الأمل".

 

هيرالال ابن الزعيم غاندي .. لبيت نداء الحق




هو ابن الزعيم الهندي (المهاتما غاندي) الذي انشغل بالنضال من أجل استقلال بلاده، وتعمَّق هيرالال غاندي Hiralal Gandhi في بادئ الأمر في دراسة الديانة الهندوسية وطائفتها البراهمية، التي تُعَدُّ من أرقى الطوائف الهندية.
قصة إسلام هيرالال غاندي
لم يكن هيرالال غاندي في بادئ الأمر يُلقي بالاً للتناقضات التي تزخر بها الديانة الهندوسية، واندمج في دراسته حتى تخرَّج محاميًا، وتزوَّج وكوَّن أسرة، وشغف بالمحاماة والأدب.
وقد أتاح له عمله بالمحاماة فرصة التعرُّف على الظروف الاجتماعية السيئة التي يحياها الناس في بلاده، ومدى الظلم الذي مارسه الهندوس ضد غيرهم من الطوائف، بل مع أبناء طائفتهم ذاتها، ممن يُطلقون عليهم اسم (المنبوذين)، الذين يقومون بخدمة البراهمة، ومن دون هذه الخدمة ليس لهم أجر أو ثواب.
كان هذا الظلم الاجتماعي من الأسباب التي دفعت هيرالال غاندي إلى البحث عن الحقيقة، وكان يعلم الكثير عن الدين الإسلامي، من جرَّاء اطلاعاته على ما كُتب عنه؛ ولذلك أحسَّ أن شيئًا من الحقِّ يسطع أمامه، وأنه قد وجد بداية طريقه نحو الحقيقة التي يبحث عنها؛ ولذلك عزم على إشهار إسلامه بعد أن قرأ قوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]. بعد ذلك أعلن هيرالال غاندي إسلامه، وتسمَّى بـ"عبد الله غاندي"(1).
إسهامات هيرالال غاندي
قام هيرالال غاندي بالدفاع عن الدين الإسلامي بعد إسلامه؛ فبعد أن أشهر إسلامه تناقلت الصحف هذا الخبر، وقامت بالكثير من حملات التشهير عليه، وانهالت حملات المهاتما غاندي على ولده، كما هاجمته الجمعيات والصحف الوثنية.
وقد دافع هيرالال غاندي عن الإسلام وقال: "لست بنادمٍ ولا متأسِّف لاعتناقي الدين الإسلامي الحنيف كما يقولون ويُشيعون، والله يعلم ويشهد أني ما فعلت أكثر من تلبيتي نداء الحقِّ، ونداء ضميري، ورضوخي واستسلامي إلى الضالَّة المنشودة، والحلقة المفقودة التي كانت ضائعة مني، قد وجدتها أمامي أخيرًا متمثِّلة في كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وفي سيرة رسوله الأعظم صلوات الله عليه".
ودافع هيرالال غاندي عن الإسلام، وطالب كلَّ مَنْ يهاجمه أن يحاول أن يفهم الدين الإسلامي ويعرف حقيقته قبل أن يُهاجمه، فيخاطب الهندوس قائلاً:
"خيرٌ لهؤلاء القوم إذا رغبوا في التخلُّص من حياتهم المريرة هذه، أن يُلقوا نظرة بسيطة خالية من التعصب، ويدرسوا حقيقة الإخاء الإسلامي -وإن لم يعتنقوا الإسلام- ثم لينصفوا بعد ذلك من تلقاء أنفسهم، وليعلنوا النتيجة لنا ولأمة المهاتما غاندي، ثم إلى العالم الشرقي والغربي"(2).
نلاحظ هنا أن هيرالال غاندي يدعو الناس أولاً إلى معرفة الدين الإسلامي والقراءة عنه قبل مهاجمته والتعصُّب ضده، ونلاحظ -أيضًا- كيف حوَّل الإسلام هيرالال غاندي وجعله يدافع عن هذا الدين بكل ما يملك من قوَّة بعد أن اقتنع أن هذا الدين هو الدين الحقُّ.

الشاعر والكاتب الأمريكي دانيال مور


الشاعر والكاتب الأمريكي دانيال مور







مولده

وُلِدَ الشاعر والكاتب الأمريكي دانيال مور في عام 1940م، بمدينة أوكلاند في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. ويُعدُّ دانيال مور من أبرز شعراء الستينيات، وقد اعتنق دانيال الديانة الإسلامية في عام 1970م، واختار لنفسه اسم عبد الحيِّ[1].

قصة إسلامه

في أواخر الستينيات وأثناء زيارة دانيال مور للمغرب تعرَّف على فضيلة الشيخ محمد بن الحبيب الفاسي الذي دعاه للإسلام، وانشرح قلب دانيال بدعوة الفاسي ليعود إلى الولايات المتحدة مسلمًا يتوهج شعره بأسمى رُوحَانية عرفها الشعر الإنجليزي المعاصر.

إسهاماته

برغم عزوف الناشرين الأميركيين عن طبع مجموعاته، إلا أن حضور دانيال مور القوي والمتميز ما يزال ظاهرة مثيرة في الشعر الأميركي المعاصر؛ فهناك من يعتبره "عمر خيَّام" العصر، بينما يعتبره آخرون (إقبال) أميركا.
من أهم مجموعاته وأشهرها مجموعة قصائد بعنوان "سونيتات رمضان" التي بدأ دانيال مور بكتابتها في أولى ليالي رمضان 1406هـ الموافق 1986م؛ ليكتشف صباح العيد أنه أنجز مجموعة كاملة من 62 قصيدة، كانت كما يقول: "فضاء رُوحيًّا لتجربته الرمضانية، وتصويرًا شعريًّا لعالم الصيام، والعالم من حول الصيام".
أما العنوان فقد استهواه؛ لأنه رآه تعبيرًا عن كل حياته التي تلاقحت فيها ثقافة الغرب وروحانية الإسلام، وقد كان يظن أن العربية لا تعرف معنى "السونيتا" (الأغنية القصيرة)، غير أنني ذكرت له لاحقًا أن مؤرخ الموسيقى العربية هنري جورج فارمر يقول: "إن المقابل العربي للسونيتا هو كلمة (الجلجل)، وإنني على كل حال لن استخدمها في الترجمة؛ لأنها الآن أغرب من كلمة السونيتا"[2].

نماذج من قصائده

الترتيل عند تلاوة القرآن  جهرًا، في صلاة الصبح
أدرك أن هذا الحلق لم يخلق إلا لقراءة القرآن
*    *    *
أسمع رجعه في القلب مندفعًا كجوف النبع.
أسمع رجعه في أحلك الأعماق من جسدي
*    *    *
وتحضرني ملامح هذه الألحان فأعرف كيف صاغ الله
حول نشيدها الإنسان كمثل جِبِلة خلقت من الإحسان
فزادك وجهها حسنا برجع تلاوة السور.
*    *    *
كم أحكمت يا رباه خلق جوارح الإنسان للقرآن
فصار غشاءه الحي، وكم يحلو لهذا الثغر، بعد الفجر
وقد صدرت المجموعة عن (كتاب) بواشنطن بالتعاون مع (سيتي لايتس للنشر) في سان فرانسيسكو.
وفي عام 1990م انتقل عبد الحيِّ مع أسرته إلى مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا، حيث تنشط الجماعات الأدبية والدينية، وما زال يقيم هناك[3].


خالد شلدريك .. الإسلام سيسود العالم


حصل الأديب العالمي عالم الأديان العالم الإنجليزي الدكتور شلدريك Sheldrake على الدكتوراه في الآداب، وكان لحضوره لقاءات واجتماعات عبد الله بك كوبليام أكبر الأثر في اقتناعه تمامًا بشريعة الإسلام؛ فانشرح له صدره وأشهر إسلامه عام 1903م بعد دراسات مطوَّلة متأنِّية في مقارنة الأديان السماوية والمذاهب الأخرى جميعها، قبل أن يلتقي بأي مسلم في بلاده، وتسمَّى باسم خالد شلدريك Khalid Sheldrake.
قصة إسلام خالد شلدريك
أما كيف اعتنق خالد شلدريك الإسلام؛ فيذكر أنه كان وهو يدرس المسيحية في المدرسة يسأل كثيرًا عن الأديان الأخرى، ويتوق إلى دراستها، ثم حدث أن زار إحدى المكتبات التجارية، وطلب مشاهدة ما فيها من الكتب المؤلَّفة عن مختلف الأديان، فعُرِضَ عليه كتاب في الطعن على البوذية، وكتاب في الطعن على الهندوسية، وبضعة كتب في الطعن على الإسلام.
فلمَّا لاحظ خالد شلدريك أن الاهتمام بمحاربة الإسلام والطعن عليه وتشويه صورته أشدُّ كثيرًا من الاهتمام بمحاربة الديانات والمذاهب الأخرى، اشتاقت نفسه إلى دراسة هذا الدين؛ الذي يتعرَّض لهذا التشويه المتعمَّد؛ فأخذ يقرأ كتب الطعن فيه، ومن العجيب أنه آمن به من هذه الكتب التي تطعن فيه، فأرسل إلى السلطان العثماني (السلطان عبد الحميد) في تركيا يُخبره بإيمانه، ويطلب منه التوسُّع في دراسة الإسلام، وكان جواب شيخ الإسلام التركي أن أحال الدكتور شلدريك على الشيخ عبد الله كوبليام.
وقال الدكتور شلدريك عن الإسلام: "تساءلت في نفسي: إذا كان الإسلام لا أهمية له، فلماذا يبذل الغربيون كل هذه الجهود لمقاومته؟! ليس عندي ريب في أن الإسلام سيسود العالم أجمع، بشرط أن يكون المسلمون مثالاً حسنًا يعلن عن الإسلام، ويُعَرِّف الأمم به عمليًّا"(1). وقال الدكتور شلدريك أيضًا: "عقيدة التوحيد الخالص التي امتاز بها الإسلام هي أصح العقائد التي عرفها البشر، وهي كاملة في توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية، وفي إعلان صفات الكمال لبارئ الكون.. إن الإسلام لا يُخفيه انتقادُ منتقديه... وإذا كان هناك دين انتشر بالسيف، فليس هو الإسلام بل غيره"(2).
إسهامات خالد شلدريك
وكما اتصل الدكتور خالد شلدريك بالشيخ كوبليام وأخذ عنه، فقد اتَّصل -أيضًا- بالدكتور سهروردي وعدد آخر من العلماء المسلمين الشرقيين والإنجليز، وأسَّسُوا جمعية إسلامية جديدة للدعوة إلى الإسلام والدفاع عنه ونشر مبادئه، وأُسندت سكرتارية تلك الجمعية إلى الدكتور خالد شلدريك، ثم أصبح وكيلاً لها، ثم آلت إليه رئاستها عام 1911م، وكانت الجمعية تُنَظِّم الاجتماعات العامة التي يحضرها المئات من كبار المثقَّفين والمفكِّرين الإنجليز لشرح قواعد الإسلام وبيان محاسنه؛ فأسلم كثيرون منهم على علمٍ بأصول الإسلام، وإيمانًا بمبادئه(3).
وعندما غزت إيطاليا الأراضي الليبية عام 1911م أسهمت الجمعية بنصيب وافر في معاونة المفكِّر والزعيم الهندي المسلم السيد أمير علي (1849- 1928م) في إنشاء (جمعية الهلال الأحمر البريطانية)، التي قامت بمدِّ المجاهدين المسلمين في ليبيا بالأموال والمتطوعين من الأطباء وأجهزة المستشفيات، كما قامت الجمعية بالدور نفسه عندما نشبت الحرب التي خاضها المسلمون الأتراك في البلقان، وانضمَّ إليهم كثير من متطوِّعي البلاد الإسلامية الأخرى؛ وكان منهم عدد كبير من المصريين.
وعندما قامت الحرب العالمية الأولى عام 1914م تفرَّق أعضاء الجمعية؛ حيث ذهب الدكتور خالد شلدريك إلى ميدان القتال، فأغلقت الجمعية أبوابها، وما إن وضعت الحرب أوزارها حتى عاد إلى لندن، وتعاون مع بعض علماء الإسلام من الشرقيين والإنجليز على إنشاء جمعية جديدة باسم (الجمعية الغربية الإسلامية)، فتمَّ ذلك في عام 1920م، واختير رئيسًا لتلك الجمعية مدى الحياة، وكان من أهداف تلك الجمعية: الدعوة إلى نشر الإسلام، ومدُّ يد العون للمعوزين من المسلمين القادمين من البلدان الإسلامية والإفريقية، ومنهم كثير من البلدان العربية والصومال والهند؛ ممن كانوا يعملون في المواني البريطانية، وكان -أيضًا- من أهداف الجمعية إنشاء المساجد والمدارس لتعليم أبناء المسلمين، كما أُنشئت في عام 1927م جمعية فرعية لدفن المسلمين الغرباء بإنجلترا طبقًا للشريعة الإسلامية، وأُسندت رئاستها إلى نُخبة من كبار القوم منهم(4).
وقد قام خالد شلدريك (Khalid Sheldrake) في لندن عام (1914م) بترجمة معاني القرآن الكريم بلغة الإسبرانتو العالمية، وظهر بعضها في مجلة إسلاميك ريفيوا(5).



فرانك ريبيري .. نجم المنتخب الفرنسي


فرانك ريبيري

 

 

لم يدر "فرانك ريبيري Franck Ribéry" (23 عامًا) لاعب الوسط وأصغر لاعب في المنتخب الفرنسي لكرة القدم أن يديه المرفوعتين وهو يقرأ "الفاتحة" قبيل أدائه ركلة البداية في مونديال كأس العالم 2006م ستخطفان الأضواء إليه.
ويرى ريبيري أن دينه الجديد هو أمر شخصي، ولا يحبذ التحدث عنه علنًا مع كثير من الفرنسيين الذين يجهلون أنه قد اعتنق الإسلام. إنه نادرًا ما يتحدث عن كيفية عثوره على الدين الإسلامي، ملحًّا على "البابارازي" (المصوِّرون المتطفلون) أن يدعوه وشأنه.
لكنه حديثًا صرَّح لمجلة "باري ماتش" أنه يشعر بالاطمئنان مع الإسلام. كما قال: "لقد عشت حياة صعبة، وعقدت العزم على أن أعثر على السكينة، وفي نهاية المطاف وجدت الإسلام".
وكانت مجلة الإكسبرس L'Express الفرنسية هي أول من سرَّب خبر تحول ريبيري إلى الإسلام في بداية العام 2006م، رغم أن تك المجلة لم تذكره بالاسم إلا أنها قالت: إن لاعبًا من المنتخب الوطني الفرنسي قد اعتاد على التردد إلى مسجد في مدينة"مارسيليا" جنوب فرنسا.
وهنا كتشجيع لريبيري ليخلف أسطورة كرة القدم اللاعب الفرنسي المسلم ذي الأصل الجزائري زين الدين زيدان، الذي قال: إنه سيعتزل كرة القدم بعد نهاية بطولة كأس العالم 2006م. ففي "استاد فرانس" كان هنالك نحو ثمانين ألفًا من الجمهور يهتفون باسمه "ريبيري! ريبيري!".
لقد اعتنق ريبيري دين زوجته "وهيبة" ذات الأصول المغربيَّة، وحينما تعرَّض للإلحاح والضغط صرح لمجلة "باري ماتش" قائلاً: "الإسلام منبع قوتي في ساحة الملعب وفي خارجها".
ومن المعروف أن آلافًا من الفرنسيين يعتنقون الإسلام كل عام في فرنسا، لكنهم ليسوا جميعًا يعلنون صراحة عن دينهم الجديد؛ خوفًا من التمييز في المعاملة في المنزل أو في العمل، وخوفًا من النظرة النمطية التي ترى أن المعتنقين الجدد يميلون إلى التطرف، وذلك استنادًا إلى دراسات واستطلاعات حديثة.
ولقد اضطر أخيرًا الهدَّاف المتفوق أنيلكا Anelka، الذي لعب في "باريس سان جيرمان" وفي"أرسنال" و"ريال مدريد" و"ليفربول" و"مانشستر سيتي"، أن ينتقل إلى الفريق التركي بعد تزايد المضايقات الموجَّهة إليه (بعد إسلامه).
والمعروف أن دولة فرنسا فيها ما بين ست إلى سبع ملايين مسلم، ويشكلون أكبر أقلية مسلمة في أوروبا.


 

فريدريك عمر كانوتي .. لاعب إشبيلية الإسباني

فريدريك عمر كانوتي .. لاعب إشبيلية الإسباني 

فريدريك عمر كانوتي .. لاعب إشبيلية الإسباني
بدأت في ممارسة شعائر الدين الإسلامي، وأنا في العشرين من عمري، وأنا سعيد جدًّا على نعمة الإسلام.
هكذا عبر النجم المالي فريدريك عمر كانوتي "Frédéric Oumar Kanouté" لاعب نادي إشبيلية الإسباني عن سعادته الكبيرة وفخره الشديد لانتمائه للدين الإسلامي، وذلك قبل أيام من افتتاح كأس الأمم الإفريقية الأخيرة في أنجولا، ويرفض كانوتي أيضًا الإفطار في شهر رمضان، برغم أن الدوري يكون في ذروته، كما يرفض ارتداء أي قميص توجد عليه شعارات لشركات تتاجر ببضائع محرمة، مثل المشروبات الروحية وغيرها.
فريدريك عمر كانوتي يعتنق الإسلام بعدما تذوق حلاوته
أكد المهاجم الدولي المالي عمر كانوتي أنه قرأ كثيرًا عن تعاليم الإسلام، وقيمه الإنسانية، وأخلاقه الحميدة، وأنه ذاق حلاوته ولم يعتنقه عن جهل، إنما بعد حب كبير وإيمان صادق.
وقال كانوتي: "لم أدخل الإسلام دون أن أفهمه؛ فقد اطلعت كثيرًا على عدة مراجع، وقرأت لكل الديانات وليس الإسلام فقط، حتى اقتنعت بالإسلام".
وأضاف "لقد سافرت كثيرًا، وبالخصوص إلى مالي؛ للتعرف على المسلمين عن قرب، وعاشرت إخوة مسلمين في ليون، وبالتالي فقد استفسرت كثيرًا قبل اتخاذ هذا القرار، الذي اعتبره بمنزلة تحولٍ كبير في حياتي".
سفير الإسلام فريدريك عمر كانوتي
يفضل كانوتي أن يطلق عليه اسم "عمر"، وقد أعلن أكثر من مرة أنه معجب بشخصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ لذلك أحب أن يُسمَّى باسمه. كما أنه دائم التردد على الديار الحجازية، وقام بأداء العمرة أكثر من مرة، وينوي أداء فريضة الحج متى سنحت الفرصة لذلك.
وقد تبنى العديد من المشاريع الخيرية في مالي، وخاصة تلك التي تهتم برعاية الأطفال، ليؤكد أنه خير سفير وممثل للإسلام في ساحات الملاعب بأخلاقه العالية، وإيمانه، وحرصه على إظهار سماحة الدين الإسلامي.
عمر كانوتي .. مواقف مشرفة
يُعرف عن كانوتي الذي يبلغ من العمر (32 عامًا) التزامه الديني، منذ إعلان إسلامه عام 1999م. وعلى سبيل ذلك، اتخذ مواقف عبرت عن حرصه الشديد على عدم فعل ما يغضب ربه، فرفض لبس قميص نادي إشبيلية، الذي عليه اسم راعي القميص وهي شركة (888.com)، وهي شركة تروج لشركة "قمار" وهي محرمة في الدين الإسلامي.
ولذلك قررت إدارة نادي إشبيلية السماح لكانوتي بلبس القميص من دون وجود اسم الراعي؛ مما حدا بشركة المراهنات للتبرع لصالح جمعية خيرية إسلامية؛ لإقناع كانوتي بالعدول عن رأيه.
لم يعجب هذا التصرف بعض وسائل الإعلام الإسبانية، فشنت عليه هجومًا حادًّا، واتهمته بالتزمت والانغلاق، كما اعتبرت سجوده بعد تسجيل أي هدف بمنزلة رمز ديني، لا ينبغي أن يحدث في ملاعب كرة القدم. فساهم هذا الأمر بخلق حالة من الكراهية له بين جماهير النادي، وكان أن اشتبك مع أحد الصحافيين عقب مباراة جمعت فريقه مع ريال مدريد في إحدى مباريات الدوري، وسجل فيها هدفًا قاد به إشبيلية للفوز. فقد سأله الصحافي بتهكم لا يخلو من السخرية: "ماذا تعرف عن الدين الإسلامي الذي تعتنقه؟ وهل تعتبر سجودك بعد تسجيل الأهداف أمرًا مقبولاً؟".
فما كان من كانوتي سوى الرد بحدة قائلاً: "أنت صحافي جاهل، ولا تعرف شيئًا عن الإسلام"، ودخل بعد ذلك إلى غرفة تغيير الملابس دون أن يدلي بتصريحات أخرى.
وقال بعد الواقعة للصحف الإسبانية: "عندما يسألك مغفل مثل هذا السؤال، فردك سيكون قاسيًا حتمًا، فهو لا يعرف الدين الإسلامي، وما يحمله من معانٍ سامية ورحمة، وفوق ذلك يسأل بتهكم وسخرية عن معرفتي بهذا الدين".
وحاولت إحدى شركات العقار الإسبانية إزالة مسجد في مدينة إشبيلية بحجة أن عقد الأرض التي يقع عليها المسجد قد انتهى، وبالتالي فقد بات من حقها استخدام المسجد لأي مشاريع أخرى غير دينية. وفور وصول الخبر إلى كانوتي عن طريق جماعة من المسلمين الذين يقطنون إشبيلية، لم يتوان عن شراء هذه الأرض لمنع إزالة المسجد، حيث دفع نصف مليون دولار لشراء الأرض.
وأشار كانوتي المحترف في صفوف فريق إشبيلية الإسباني، إلى أن قيامه بشراء مسجد للمسلمين في مدينة إشبيلية وترميمه، كان واجب عليه ولم يكن مجبرًا لفعل ذلك، لافتًا إلى أن الأمر كان يحتم عليه فعل أي شيء؛ للسماح للعديد من المسلمين بمواصلة أداء صلواتهم في مسجدهم.
تضامن فريدريك عمر كانوتي مع القضية الفلسطينية
كانوتي الذي اعتنق الإسلام وهو في العشرين من عمره، فقام بعد تسجيله هدف الفوز على نادي ديبورتيفو لاكورونيا في ذهاب دور ربع النهائي لكأس إسبانيا العام الماضي بالكشف برفع قميصه ليكشف عن "فلسطين" مكتوبة بعدة لغات، وفور قيامه بهذا العمل الرائع تلقى كانوتي بطاقة صفراء بفرحة غامرة ورحابة صدر استثنائية، كما نال التحية من زملائه المحترمين.
وشدد كانوتي على أن مساعدته لأطفال غزة وتنديده بالعدوان الصهيوني، كان بمنزلة مبدأ وعقيدة، معتبرًا أن ما فعله كان طبيعيًّا، على غرار ما فعله المتظاهرون في كل أنحاء العالم، مسلمين كانوا أم لا، عندما أعلنوا مساندتهم للفلسطينيين".
وأوضح مهاجم اشبيلية أن القضية الفلسطينية لها بُعد أكثر من ديني؛ فهي قضية عدالة إنسانية، والكل مطالب بالتعبير عن موقفه، وعلى هذا الأساس كان من واجبي التنديد بالظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون.
وكانت آخر أعمال كانوتي، ذلك القرار الذي اتخذه بإنشاء سلسلة مطاعم "حلال" في أكثر من دولة أوربية، حيث إن جميع ما ستقدمه هذه السلسلة هي الأطعمة والمشروبات المباحة تبعًا للدين الإسلامي.
وقد جاءت فكرة كانوتي بعد أن وجد تعصب شديد للمسلمين في أوربا، إضافة للمعاناة التي يعانونها في تلك الجزئية بالذات، خاصة وأن معظم المطاعم في تلك الدول تعتمد على أسلوب كهربة الحيوانات والطيور، كما أن كثيرًا من الأطعمة يكون لحم الخنزير والخمور من ضمن مكوناتها.
ولم يَعُق التزام كانوتي المولود في فرنسا، والمتزوج من فاطمة ولديه منها طفلان "إبراهيم وإيمان" أن يتألق ويحافظ على نجوميته؛ ففي 2 فبراير عام 2008م تم اختيار كانوتي أفضل لاعب كرة قدم إفريقي، وبالتالي أصبح أول لاعب مولود خارج القارة الإفريقية يحصل على هذه الجائزة.


محمد علي كلاي

محمد علي كلاي

 

 

 

مولد محمد علي كلاي ونشأته

وُلِدَ محمد علي كلاي في عام 1942م في مدينة لويزفيل بولاية كينتاكي الأمريكية، لأسرة فقيرة من الزنوج الأمريكان، وعانى مع أسرته من سياسة التفرقة العنصرية التي كانت سائدة في هذه الفترة. وكانت بدايته في عالم الملاكمة عام 1954م، في تلك الأثناء لم يكن الصبي كاسيوس مارسيلس كلاي قد تجاوز الـ12 من عمره عندما سرق أحد الأشخاص دراجته الهوائية وهو يلعب مع أحد أصدقائه في إحدى صالات الألعاب بالمدينة، وثار الصبي ثورة عارمة عندما اكتشف سرقة دراجته، وتلفظ بألفاظ التهديد والوعيد قائلاً: إنه سيسحق السارق سحقًا أو يضربه ضربًا مبرحًا عندما يعثر عليه. وتوجه بالكلام إلى رجل شرطة وجده أمامه، فما كان من رجل الشرطة إلا أن سخر من الصبي الطويل النحيف قائلاً له: "من الأفضل لك أن تتعلم الملاكمة أولاً قبل أن تحاول ضرب أحد". ولم يخطر ببال هذا الشرطي أنه - بهذه الجملة الساخرة - كان سببًا في تغيير مسار حياة هذا الصبي، وتوجيهه إلى تعلُّم الملاكمة ثم احترافها.

احتراف محمد علي كلاي الملاكمة

احترف محمد علي كلاي رياضة الملاكمة عام 1960م، وكان عمره 18 عامًا بعد أن أحرز للولايات المتحدة الميدالية الذهبية في دورة روما الأوليمبية. وفي عام 1964م صُدِمَ العالم عندما استطاع محمد علي إقصاء الملاكم سوني ليستون عن عرش الملاكمة، وكان عمره آنذاك لا يتجاوز 22 عامًا.
وبدأ نجم محمد علي كلاي في الصعود بعد تلك المباراة، بل إنه أصبح بطلاً للشباب الأميركي وقتذاك.
وفي عام 1967م وفي قمة انتصاراته في عالم الملاكمة كانت الولايات المتحدة متورطة حتى أذنيها في حرب فيتنام، فتمَّ سحب اللقب منه بسبب رفضه الالتحاق بالخدمة العسكرية في جيش الولايات المتحدة أثناء حرب فيتنام؛ اعتراضًا منه على الحرب شأنه شأن الكثير في ذلك الوقت.
وأحيل محمد علي كلاي إلى السجن وتمَّ إلغاء رخصة الملاكمة التي كانت لديه، وتمَّ تجريده من بطولة العالم في الملاكمة، ولكن بعد أربع سنوات ألغت المحكمة العليا قرار إدانته، وقالت في حكم جديد: إن رفضه لأداء الخدمة العسكرية لم يكن بدافع جُرمي، وإنما يتماشى مع تعارض الحرب مع قناعة ضميره كونه يدين بالإسلام.
عاد محمد علي كلاي للملاكمة مرة أخرى عام 1970م في مباراة وُصِفَت بأنها (مباراة القرن) ضد فريزر، حيث لم تُسجَّل هزيمة لأي منهما في أي مباراة من قبل، وكانت مباراة من ثلاث مباريات متفرِّقة، فاز محمد علي باثنتين منها.
وفي عام 1974م هَزَم محمد علي كلاي الملاكم القوي فورمان، ليستعيد بذلك عرش الملاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم بأسره.
وقد حقَّق محمد علي في مسيرته الرياضية الاحترافية مع الملاكمة 56 انتصارًا، منها 37 بالضربة القاضية.

قصة إسلام محمد علي كلاي

أعلن كاسيوس كلاي إسلامه في عام 1975م، واختار لنفسه اسم محمد علي كلاي. وللملاكم محمد علي كلاي تسعة أبناء وبنات هم: مريم، ورشيدة، وجميلة، وهناء، وليلى، وخليلة، وميا، ومحمد جونيور، وأسعد[1].
يقول الباحث زاهد بخاري - وهو زميل في مركز التفاهم الإسلامي المسيحي بجامعة جورج تاون -: "إنه إذا طُلب من المسلمين في جميع أنحاء العالم أن يذكروا أسماء أكثر خمس شخصيات إسلامية محبوبة في القرن الـ20، فإنني واثق من أن هناك شخصيتين ستكونان ضمن الخمس: وهما محمد علي، ومالكولم إكس". ومن مفارقات الأقدار أن مالكولم إكس هو الذي أقنع محمد علي بالتعرف على جماعة أمة الإسلام، وحبَّبه في الدين الجديد.
ولم تستمر علاقة محمد علي كلاي بجماعة أمَّة الإسلام طويلاً؛ حيث كان يختلف مع الكثير من أفكارهم، ولكنه - رغم انفصاله عن جماعة أمَّة الإسلام - استمرَّ في أعماله الخيرية والدعوية محاولاً تصحيح الصورة الخاطئة التي رسخت في أذهان الغرب عن الإسلام والمسلمين.
ويعترف محمد علي كلاي أنه بدأ يشعر بشعور روحاني لأول مرة في حياته، عندما دخل المسجد في ميامي[2].

شخصية محمد علي كلاي وأفكاره

في أحد المؤتمرات الصحفية تحدث محمد علي كلاي عن نفسه قائلاً:

"إنني ولد وحيد، لم أرتكب خطأً في حياتي، ولم أدخل السجن، ولم أُقدَّم لمحكمة، ولم أنضم إلى جماعات متطرفة، ولا أُعِير النساء البيض اللاتي يحاولن إغوائي أيَّ اهتمام، ولا أفرض نفسي على الناس الذين لا يريدونني، وأحب الناس البيض وأحب ناسي أيضًا (أي الناس السود)، وأعتقد أنهم يمكن أن يعيشوا معًا دون أن يتحرّش بعضُهم ببعض".

مرض محمد علي كلاي

أصيب محمد علي بمرض الشلل الرعاش من جرَّاء لعبه الملاكمة، إلا أنه لا يزال رمزًا رياضيًّا محبوبًا إلى الآن، وأثناء مرضه كان صابرًا لأقصى درجة؛ حيث إنه كان دائمًا يقول: إنَّ الله ابتلاه ليقول له: إنه ليس الأعظم، بل إن الله هو الأعظم.

إسهامات محمد علي كلاي

في عام 2005م أنشأ محمد علي كلاي مركزًا في مسقط رأسه لويزفيل باسم مركز محمد علي، حيث يعرض فيه حاليًا مقتنيات تذكارية، كما يعمل المركز كمنظمة غير ربحية على نشر أفكار السلام، والرخاء الاجتماعي، ومساعدة المحتاجين، والقيم النبيلة التي يؤمن بها محمد علي كلاي.
وقد حضر حفل الافتتاح عدد كبير من مشجعي محمد علي كلاي جاءوا من مختلف أرجاء العالم، وبينهم الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون.
ويتضمن مركز محمد علي كلاي قسمًا خاصًّا بــالتعليم يهدف إلى تشجيع التفوّق. وقال محمد علي كلاي في بيان تأسيس المركز: "أريد مكانًا يحض الأشخاص على أن يعطوا أفضل ما عندهم في أيِّ مجالٍ يختارونه".
وأضاف: "أراد أنصاري أن يبنوا مُتحفًا ليكرِّس إنجازاتي، ولكنني أردت أكثر من مجرد مبنى يضم ذكرياتي؛ فلطالما تحدّيت الحدود في حياتي. أنا رجل عادي عمل بجهد لتطوير الموهبة التي وهبني الله إياها". وقد كُلِّف المركز 75 مليون دولار أمريكي، ورُفِعَت عليه أعلام 141 دولة أسهم أطفالها في أعمال المركز.
ومنذ أن بدأ محمد علي كلاي مسيرة العمل الخيري سافر إلى بلدان كثيرة لتقديم المساعدات الطبية للأطفال والفقراء، ومن بين البلدان التي زارها: المغرب، وساحل العاج، وإندونيسيا، والمكسيك، وغيرها.
ولا يقتصر نشاط مؤسسته الخيرية على الخارج، بل تكثِّف جهودها لمساعدة التجمعات الفقيرة داخل الولايات المتحدة، خصوصًا بين الأميركيين الأفارقة الذين يحظى بحبهم واحترامهم.
وقد أعلنت زوجة محمد علي كلاي أن المركز الذي أقيم باسمه في مسقط رأسه يُشكِّل ذروة حـلم زوجها الطويل والكبير، وقالت: "شعرنا أن دائرة في حياتنا قد اكتملت".



مايك تايسون الملاكم الأمريكي






 هذا أكبر داعية للنصرانية، يعلن إسلامه ويتحول إلى أكبر داعية للإسلام في كندا. كان من المبشرين النشطين جدًّا في الدعوة إلى النصرانية، وأيضًا هو من الذين لديهم علم غزير بالكتاب المقدس Bible..

من هو مايك تايسون
وُلِدَ تايسون عام 1966م في الثلاثين من شهر يونيو. عاش تايسون حياة قاسية منذ طفولته، فهو ابن إحدى الأسر الزنجية، ترك والده المنزل وهو لا يزال طفلاً، وقد ساعدته عضلاته كثيرًا في أن يصبح متميزًا بين أقرانه، وكان يضرب كل من يخالفه حتى إن إدارة مدرسته اضطرت إلى فصله نهائيًّا؛ خوفًا من خطورته الكبيرة على بقية التلاميذ، وتمَّ إيداعه إحدى دور رعاية الأحداث.
وفي هذه الدار لفت (تايسون) بعضلاته الضخمة وتكوينه القوي نظر أحد مدربي الملاكمة فتولاه بالرعاية، وتنبَّأ له بمستقبل كبير في دنيا الملاكمة، وهذا ما حدث بالفعل عندما احترف (تايسون) الملاكمة.
وبدأت شهرته عندما أحرز بطولة العالم للوزن الثقيل عام 1985م، لتتوالى انتصاراته بعد ذلك التاريخ؛ حيث استطاع تايسون أن يمتلك سجلاً غنيًّا يضم 50 فوزًا، منها 44 بالضربة القاضية، إضافةً إلى مباراتين لم تُحسَما، محققًا 37 فوزًا متتاليًا منذ إحراز بطولة العالم 1985م، وحتى عام 1990م.
إسلام مايك تايسون
ساعد تايسون في التفكير الجدي في اعتناق الإسلام تمضيةُ ثلاث سنوات في السجن، أي نصف مدة العقوبة التي حُوكم بها وهي ست سنوات في سجن إنديانا للشباب؛ حيث وجد في خلوة السجن فرصة سانحة في مراجعة مسار حياته داخل حلبة الملاكمة وخارجها، فصمم بعد دراسته للإسلام على أن هذا الدين هو الذي سيساعده على تجاوز كل مشكلاته في الحياة.
اختار مايك تايسون بعد اعتناقه الإسلام اسمًا جديدًا لنفسه، وهو مالك عبد العزيز، باعتبار أن اسم مالك هو الاسم الإسلامي المقابل لاسم مايك، ورغم نجاحه في تغيير دينه، إلا أنه لم ينجح في تغيير اسمه؛ إذ ظلَّت وسائل الإعلام المختلفة تناديه بمايك تايسون؛ حيث كان إسلام تايسون بالنسبة لوسائل الإعلام الأميركية المختلفة له نفس صدى إسلام محمد علي كلاي في الستينيات.
ومن وقتها لاحظ كثيرون كيف أصبح تايسون حنونًا وأكثر تواضعًا واحترامًا بعد اعتناقه الإسلام، فقد أخذ على نفسه عهدًا بالحفاظ على الصلوات الخمس، والالتزام بأوامر الله ونواهيه؛ ليكون مسلمًا صادقًا في إيمانه، ومخلصًا في إسلامه ومطيعًا لربه، راجيًا رضاه ومغفرته[1].
يقول مايك تايسون: لقد قضى السجن على غروري، ومنحني الفرصة للتعرف على الإسلام، وإدراك تعاليمه السمحة التي كشفت لي عن حياة أخرى لها مذاق مختلف. وقد أمدني الإسلام بقدرة فائقة على الصبر، وعلمني أن أشكر الله حتى على الكوارث.
ويضيف: لم أكن أقبل أن أسلم بدون اقتناع؛ ولهذا كنت مترددًا في بداية الأمر حتى درست القرآن الكريم، ووجدت فيه إجابات على كل الأسئلة عن الحياة والموت، وأشد ما أقنعني في القرآن أنه يحترم اليهودية والمسيحية في الوقت الذي ينكر فيه اليهود المسيح، والمسيحيون ينكرون الإسلام، وكان إسلامي بعد هذا الاقتناع أكثر قوة فيما لو أسلمت دون دراسة أو وعي.
وعمّا أضافه الإسلام له، يقول مايك تايسون: كوني مسلمًا لا يعني أنني أصبحت ملاكًا، لكن ذلك سوف يجعلني شخصًا أفضل، أبتعد بنفسي عن الرذائل. وقد خرج تايسون من السجن ليعيش حياة إسلامية هادئة وسط أسرته التي أسلمت جميعًا، وكان أول ما فعله تايسون عقب خروجه من السجن أن توجه إلى أحد المساجد بصحبة أستاذه محمد علي كلاي ولاعب كرة السلة السابق كريم عبد الجبار اللذين كانا في استقباله؛ وذلك لأداء صلاة الشكر لله أن منَّ عليه بنعمة الإسلام[2].



مارتن لينجز المفكر الإنجليزي


  
من هو مارتن لينجز؟
وُلِد مارتن لينجز مارتن لينجز في لانكشاير بإنجلترا في يناير عام 1909م، وأمضى طفولته الباكرة في أمريكا حيث كان يعمل والده، وكان يدين بالنصرانية شأن أسرته التي لا تعرف عن الدين شيئًا إلا أنها نصرانية بالوراثة. وهكذا نشأ هو خالي النفس من أية عقيدة يؤمن بها حق الإيمان.
ولدى عودته إلى وطنه التحق بكلية كلينتون حيث ظهرت عليه مواهب قيادية واضحة رفعته إلى موقع رئيس الطلبة، ثم انتقل منها إلى أكسفورد لدراسة اللغة والأدب الإنجليزي، وبدأت سمات نضجه الفكري تتضح بعد حصوله على شهادة الـ "A-B" في الآداب الإنجليزية؛ فقد أخذ ينقب في كتب التراث عن الديانات المنتشرة في العالم ليقرأ عنها جميعًا؛ فاستوقفه دين الإسلام كشريعة لها منهاج يتفق مع المنطق والعقل، وآداب تستسيغها النفس والوجدان.
سافر بعد ذلك إلى ليتوانيا لتدريس الإنجليزية الأنجلوساكسونية وإنجليزية العصر الوسيط، واهتم في الوقت ذاته بالتراث القديم للبلاد من خلال الأغاني الشعبية والشعر.
وفي عام 1940م سافر إلى مصر لزيارة صديق قديم له في جامعة القاهرة (فؤاد الأول آنذاك)، ولدراسة الإسلام واللغة العربية، ولكن تُوُفِّي صديقُه في حادث فروسية، وعُرِضَ عليه أن يتولَّى المنصب الذي كان يشغله بالجامعة.
قصة إسلام مارتن لينجز
في مصر اعتنق لينجز الإسلام بعد لقائه بالعديد من الصوفيين التابعين للطريقة الشاذلية في مصر، وسرعان ما تجلى فيه أثر التدين والتصوف، وغيَّر اسمه إلى أبي بكر سراج الدين، وصار صديقًا مقربًا للكاتب الفرنسي المسلم الصوفي عبد الواحد يحيى (رينيه جينو)؛ إذ اقتنع تمامًا بصحة نقده القاسي للحضارة الغربية.
وقد كان لرينيه جينو تأثير حاسم على فكر لينجز. ويقول عن ذلك:
"إن ما أثر عليَّ وجعلني أهتم بالإسلام، هو كتب مؤلِّف كبير كان مثلي اعتنق الإسلام وأصبح من قمم المتصوفة، إنه الشيخ (عبد الواحد يحيى)، لقد تأثرت بكتبه التي صنفها عن الإسلام، حتى إنني لم أقرأ كتبًا من قبل في مثل عظمة كُتُبِه؛ مما دفعني لأن أسعى لمقابلة مَن كان سببًا في إسلامي، فجئت إلى مصر حيث كان يعيش فيها وقتئذ".
ثم يضيف فيقول: "لقد استفدت منه كثيرًا، فقد كان بحق عالمًا عاملاً بعلمه، وأكثر ما تعلمته منه الزهد في الدنيا، وهو ما تسمونه أنتم (التصوف)".
كما يقول: "مفهومي للتصوف أنه ليس انعزالاً عن الدنيا، ولكنه أخذٌ بأسباب الحياة في الظاهر، والإعراض عنها بالقلب؛ إن الرسول محمد (صلَّى الله عليه وسلم) لخص معنى التصوف كله في حديثه الشريف: (كُن في الدُّنيا كأنَّك غَريبٌ أو عابرُ سبيلٍ)، أو ما قاله في حديث شريف آخر: (... إنَّما أنا والدنيا كَراكب استظل تحت شجرة ثمَّ راح وتركها). هذا هو مفهوم التصوف الذي تعلمته من الشيخ عبد الواحد يحيى".
ويُذكَر أنه قد أشهر إسلامه على يد شيخ جزائري اسمه الشيخ "أحمد العلوي"، التقى به في سويسرا التي كان يعمل بها مدرسًا، بعدها قام بتغيير اسمه من "مارتن لينجز" إلى اسم "أبي بكر سراج الدين".
لقد استشعر لينجز أنه قد وجد نفسه مع هذا الدين الذي يتفق مع فطرة الإنسان، حيث يعبر عن ذلك بقوله: "لقد وجَدتُ في الإسلام ذاتي التي افتقدتها طوال حياتي، وأحسست وقتها أني إنسان لأول مرة، فهو دين يرجع بالإنسان إلى طبيعته حيث يتفق مع فطرة الإنسان".
ثم أردف قائلاً - وقد أنارت الابتسامة وجهه -: "شاء الله لي أن أكون مسلمًا، وعندما يشاء الله فلا رَادَّ لقضائه، وهذا هو سبب إسلامي أولاً وقبل كل شيء".
هذا هو المفكر البريطاني المسلم الدكتور "أبو بكر سراج الدين" الذي كان يدين بغير الإسلام، ثم هداه الله للحنيفية السمحة؛ فاعتنق الإسلام عن اقتناع تام، ثم علا بإيمانه فزهد في الدنيا، وأصبح متصوفًا في مجتمعاتٍ تموج بالفتن وإغراء الملذات، وتفرَّغ للدعوة إلى الله في بلاده، يحدوه الإيمان العميق بأن المستقبل للإسلام الذي هو الدين الحق المرسل لكل بقاع الأرض (1).
استقر لينجز في مصر طوال فترة الأربعينيات، حيث درَّس لطلبة كلية الآداب فكر وأدب شكسبير.
وقد تزوج لينجز عام 1944م من ليزلي سمولي التي اتفقت مع أفكاره طوال الستين عامًا التي تلت ذلك التاريخ، وكان منزلهما الريفي في قرية صغيرة بجوار الهرم خلال حياته في القاهرة ملاذًا آمنًا لكثير من المصريين والأجانب الذين كانوا يستشعرون ثقل الحياة الحديثة.
وَدَّ مارتن لينجز لو أمضى حياته في مصر لولا تدخل الأحداث السياسة، فقد أعقبت ثورة 1952م مظاهرات معادية للبريطانيين؛ نتيجة استمرار الاحتلال الإنجليزي لمصر، وتدخل بريطانيا في شئون مصر الداخلية، وإفسادها لجميع مظاهر الحياة، وكثرة الضحايا الذين سقطوا برصاص الاحتلال دون شفقة أو رحمة، وقد قُتِل في هذه المظاهرات ثلاثة من زملاء لينجز في الجامعة، وجرى تسريح الأساتذة الإنجليز من الجامعة دون تعويض.
وكانت العودة إلى لندن عام 1952م، وهناك استكمل لينجز دراسته للعربية في المدرسة الخاصة بالدراسات الشرقية والأفريقية بلندن، وفي عام 1962م حصل على الدكتوراه وكان موضوعها "الشيخ أحمد العلوي"، ونشرها في كتابٍ بعنوان "ولي صوفي من القرن العشرين"، كان من أعمق كتبه أثرًا بوصفه منظورًا فريدًا للروحانية الإسلامية من داخلها، وتمَّ نشرها بعد ذلك في كتب مترجمة إلى الفرنسية والأسبانية وغيرها، ومنذ ذلك الوقت اعتُبِرَ لينجز أحدَ المؤرخين الأساسيين للصوفية.
عمل لينجز عام 1955م بالمتحف البريطاني، حيث عُيِّن مسئولَ خزانةِ المخطوطات الشرقية في المتحف الإنجليزي، وأصبح مسئولاً أيضًا عن المخطوطات الشريفة للقرآن، وهو الأمر الذي أدَّى إلى لَفْت انتباهه إلى الخط القرآني، وتبلْوُر كتابه "الفن القرآني في الخط والتذهيب"، وقد توافق صدوره مع قيام مؤسسة مهرجان العالم الإسلامي عام 1976م، وكان له صلة وثيقة بها.
كما قام أيضًا بإخراج كتالوجين عن هذه المخطوطات العربية، تم وضعهما في المتحف البريطاني عام 1959م، والمكتبة البريطانية عام 1976م.
إسهامات مارتن لينجز
نشر لينجز قبل رحيله عن مصر عام 1952م، كتابًا بعنوان "كتاب اليقين.. المذهب الصوفي في الإيمان والكشف والعرفان". وخلال دراسته للحصول على ليسانس في اللغة العربية، أصدر كتابه ورائعته البليغة "محمد رسول الله وحياته" اعتمادًا على أقدم المراجع؛ وذلك عام 1973م، ونال عنه جائزة الرئيس الباكستاني.
وفاة مارتن لينجز
رحل" المؤرخ الصوفي" أبو بكر سراج الدين (مارتن لينجز) المعروف بصاحب كتاب سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم عنَّا صباح الثاني عشر من مايو 2005م، بعد احتفاله بمناسبة مولده السادس والتسعين.
وبالرغم من العمر المديد الذي رحل عنه لينجز أو أبو بكر سراج الدين، فقد جاء خبر رحيله صدمة للكثيرين الذين كانوا يلجئون إليه للمشورة الروحية طوال سنوات، وحتى قبل وفاته بعشرة أيام، حيث وقف يتحدث إلى جمهوره الذي بلغ حوالي ثلاثة آلاف في مركز ويمبلي للمؤتمرات بلندن عن ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وذلك بعد عودته من جولة شملت مصر ودبي وباكستان وماليزيا (2).





أحمد نسيم سوسة .. اليهودي العراقي


 
 أحمد نسيم سوسة
أحمد نسيم سوسة الذي اعتنق الإسلام وكشف حقيقة التاريخ المزيف الذي دونه اليهود، أصْله من قبائل بني سواسة التي كانت تقطن في نواحي حضرموت في اليمن، ولد لأبوين ينتميان إلى عائلة يهودية، بمدينة الحلة بالعراق عام 1318هـ/ 1900م، وأتم دراسته الإعدادية (الثانوية العامة) في الجامعة الأمريكية ببيروت عام 1924م، ثم حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية عام 1928م من كلية كولورادو في الولايات المتحدة.
وواصل بعد ذلك دراسته العليا فنال شهادة الدكتوراه بشرف من جامعة جون هوبكنز الأمريكية عام 1930م، وقد انتخب عضوًا في مؤسسة (فاي بيتا كابا) العلمية الأمريكية المعروفة، كما منحته جامعة واشنطن عام 1929م جائزة (ويديل) التي تمنح سنويًّا لكاتب أحسن مقال من شأنه أن يُسهم في دعم السلم بين دول العالم.
ويعدُّ الدكتور أحمد سوسة واحدًا من أقدم المهندسين العراقيين الذين تخرَّجُوا في الجامعات الغربية، وقد كان أحمد سوسة يهودي الديانة، لكنه اعتنق الإسلام بعد ذلك.
بعد عودته للعراق، عُيِّن مهندسًا في دائرة الري العراقية عام 1930م، ثم تقلب في عدة وظائف فنية في هذه الدائرة مدة 18 سنة، حتى عين عام 1946م معاونًا لرئيس الهيئة التي ألفت لدراسة مشاريع الري الكبرى العراقية. وفي عام 1947م عين مديرًا عامًّا للمساحة، ثم مديرًا عامًّا في ديوان وزارة الزراعة عام 1954م، ثم أعيد مديرًا عامًّا للمساحة، وبقي في هذا المنصب حتى عام 1957م.
عند تأسيس مجلس الأعمار عام 1951م عين مساعدًا شخصيًّا في الأمور الفنية لنائب رئيس مجلس الأعمار إضافة لوظيفته الأصلية، وكان من أوائل أعضاء المجمع العلمي العراقي منذ تأسيسه عام 1946م، وبقي عضوًا عاملاً فيه حتى وفاته.
خلال عامي 1939 و1940م ترأس البعثتين اللتين أوفدتهما الحكومة العراقية إلى المملكة العربية السعودية لدراسة مشاريع الري في الخرج والإشراف على تنفيذها، وكان الدكتور أحمد نسيم سوسة أحد مؤسسي جمعية المهندسين العراقية عام 1938م.
تربو مؤلفاته على الخمسين كتابًا وتقريرًا فنيًّا وأطلسًا، إضافة إلى أكثر من 116 مقالاً وبحثًا نشرت في الصحف والمجلات العلمية المختلفة، وتتوزَّع مؤلفاته على حقول الري والهندسة والزراعة والجغرافية والتاريخ والحضارة(1).
وكان أحمد سوسة يدرس الفلسفة والتاريخ اللذين كان لهما أثر بالغ في معرفة معتقدات اليهود الباطلة، وبداية الوصول إلى الطريق الصحيح.
قصة إسلام أحمد نسيم سوسة
بدأت قصة أحمد نسيم سوسة مع الإسلام حين كان يدرس في الجامعة الأمريكية ببيروت، فأتاح له ذلك فرصة التعرف على الإسلام وقراءة القرآن الكريم، الذي وجد فيه ما لم يجده في التوراة والإنجيل.
ويتحدث الدكتور أحمد سوسة عن بداية خطواته إلى طريق الإيمان، فيقول:
"كنتُ أَطْرَبُ لتلاوة آيات القرآن الكريم، وكثيرًا ما كنت أنزوي في مصيفي تحت ظل الأشجار، وعلى سفح جبال لبنان، فأمكث هناك ساعات طوالاً، أترنم بقراءته بأعلى صوتي".
ولكن ذلك لم يكن كافيًا لاعتناقه الإسلام، فلم يفكر جديًّا في اعتناق الإسلام إلا بعد أن قضى سنوات في أمريكا، وقرأ فلسفات الأديان، وتوغل في الموضوعات التاريخية والاجتماعية، وتوسع في اطّلاعاته؛ ليكتشف حقيقة التاريخ المزيَّف الذي دوَّنه اليهود من أجل تحقيق رغباتهم الدينية(2).
ويتحدث -أيضًا- عمَّا وجده في القرآن قائلاً:
"لقد وجدتُ نفسي غير غريب عن آيات الله المنزلة، واطمئن قلبي حين لمست أن الاستدلال العلمي يؤيِّد ميلي الفطري الصحيح في داخلي"(3).
بعد ذلك أعلن الدكتور أحمد نسيم سوسة إسلامه عن اقتناع تام، وكرَّس جهوده للدفاع عن الإسلام.
إسهامات أحمد نسيم سوسة
تحوَّل هذا الرجل من اليهودية إلى الإسلام ليصبح مدافعًا عن هذا الدين بكل ما لديه من قوة؛ فكرَّس جهوده لتقديم الأدلة على فضل الحضارة العربية، وكتب في هذا الصدد عدَّة كتب، من أهمها كتابه (العرب واليهودية في التاريخ).
وقد استفاد الدكتور أحمد نسيم سوسة من خبراته السابقة في معرفته باليهودية لتفنيد ادعاءات الحركة الصهيونية من الناحية التاريخية؛ لأنه كان يعلم النصوص المزيفة الموجودة في التوراة، فاهتمَّ بتوضيح هذا التحريف، موضحًا أن هذه النصوص من صُنْع الأحبار.
ومن كتبه: "تاريخ جزيرة العرب"، و"تاريخ يهود العراق".
وإضافةً إلى تعدد إسهامات الدكتور أحمد سوسة ودراساته التاريخية والفكرية بعد اعتناقه الإسلام، قام بإيضاح جوانب كثيرة من التاريخ الإنساني، والتصدي للمحاولات الخبيثة للنيل من الإسلام وتشويه صورته(4). منها كتاب "في طريقي إلى الإسلام"، وهو يتضمن حكاية تطور نفسه الباحثة عن الحق المخلصة له التي تأثرت بالبيئة العربية ثم وصلت إلى الهداية الإسلامية، فرأت الحق حقًّا فاغتبطت باتباعه، ورأت الباطل باطلاً وجاهرت باجتنابه، والكتاب يبيِّن مواطن الضعف في الكيان اليهودي، وخطأ اليهود(5).
وفاة أحمد نسيم سوسة
توفي الدكتور أحمد نسيم سوسة عام 1402هـ/ 1982م.

روجيه جارودي .. الفيلسوف الفرنسي

روجيه جارودي
روجيه جارودي
ولد روجيه أو رجاء جارودي Roger Garaudy الفيلسوف الفرنسي في مارسيليا عام 1913م لأبوين ملحدين ليس بسبب ارتباطهما بالشيوعية أو أي مذهب آخر، وقيل: كانت أمه كاثوليكية وأبوه ملحدًا(1). لكنهما كان من الأجيال التقليدية -على حد قول جارودي- تلك الأجيال التي لا يمثل الدين أي اهتمام في حياتهما.
في عام 1927م اعتنق المسيحية في الرابعة عشرة من عمره على المذهب البروتستانتي، ويقول: "اعتنقت المسيحية آنذاك لأعطي لحياتي معنى"(2).
وفي عام 1933م انضم روجيه جارودي إلى الحزب الشيوعي الفرنسي، ولم يكن في ذلك الوقت ملحدًا فقد كان رئيسًا للشبان المسيحيين البروتستانت، وكان الانضمام إلى الحزب الشيوعي في ذلك الوقت عند كثير من المثقفين الفرنسيين طريقًا للخروج من الرأسمالية، والتصدي لهتلر والنازية.
وكان عام 1956م حافلاً في حياة جارودي حيث انتخب نائبًا في البرلمان الفرنسي، ونائبًا لرئيس البرلمان.
وفي عام 1972م أصدر كتاب البديل، وفي عام 1974م أصدر مجلة باسم (البدائل الاشتراكية)، وفي عام 1976م أسس في جنيف (المعهد الدولي للحوار بين الحضارات).
وفي عام 1977م أصدر كتابه (حوار الحضارات)، وفي عام 1979م أصدر كتابه (نداء إلى الأحياء)، وساهم في أعمال ملتقى الفكر الإسلامي في الجزائر. وفي سنة 1981م أصدر كتابه (مبشرات الإسلام).
روجيه جارودي قبل إسلامه
عاش روجيه جارودي جُلَّ المحطات المهمة التي شهدها القرن العشرون، فقد ولد سنة 1913م بمدينة مرسيليا جنوب فرنسا قُبيل سنة واحدة من اندلاع الحرب العالمية الأولى، وعايش انتهاء الحرب الأولى وتوقيع الهدنة سنة 1918م، وعرف صعود النازية في ألمانيا؛ ومن ثَمَّ إعلانها الحرب في أوروبا ومقاومتها التي شارك فيها (جارودي) وسُجن على إثر ذلك من قِبل المارشال بيرتان المتعاون الفرنسي مع النازية، كما واكب جارودي سقوط ألمانيا النازية وصعود الاتحاد السوفيتي عقب الحرب، حيث كان متبنيًا متحمسًا للشيوعية.
وكان أول مترجم فرنسي لمؤلفات لينين، حيث ناقش في موسكو أول دكتوراه لفرنسي في جامعة موسكو بعنوان (الحرية)، غير أن جارودي تمرَّد على الأفكار الشيوعية ليستقيل أو ليطرد من الحزب الشيوعي سنة 1970م، ويمضي في جولة في العالم يقابل فيها أبرز الشخصيات والزعامات العالمية آنذاك، مثل: الزعيم الكوبي فيديل كاسترو، والزعيم الليبي معمر القذافي، والرئيس الجزائري هواري بومدين، والعديد من الرؤساء العرب الآخرين.
ثم قُدِّم للمحاكمة بعد مقال في جريدة (لوموند) الفرنسية ينتقد فيها الجرائم الإسرائيلية في لبنان على إثر الغزو. وبطبيعة الحال فإن جارودي واكب فيما بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وقيام ما يُسمَّى بالنظام العالمي الجديد، والحربين على العراق من قبل بوش الأب والابن(3).
قصة إسلام روجيه جارودي
إن أحد أسباب انجذاب جارودي نحو الإسلام هي حياة المسلمين العاديين، وإخلاصهم لقيمهم، واحترامهم للإنسان؛ حيث يروي جارودي نفسه القصة التالية حينما كان مسجونًا في أحد المعتقلات النازية في الصحراء الجزائرية سنة 1941م:
"الرابع من آذار مارس سنة 1941م كنا زُهَاء 500 مناضل من المعتقلين والمسجونين لمقاومتنا الهتلرية، وكنا هجرنا إلى جلفة في جنوب الجزائر، وكانت حراستنا بين الأسلاك الشائكة في معسكر الاعتقال مدعومة بتهديد رشاشين، وفي ذلك اليوم -بالرغم من أوامر القائد العسكري وهو فرنسي- نظمت مظاهرة على شرف رفاقنا من قدامى المتطوعين في الفرق الدولية الإسبانية، وقد أثار عصياننا حفيظة قائد المعسكر، فاستشاط غضبًا وأنذرنا ثلاثًا، ومضينا في عصياننا، فأمر حاملي الرشاشات -وكانوا من جنوب الجزائر- بإطلاق النار، فرفضوا، وعندئذٍ هددهم بسوطه المصنوع من طنب البقر، ولكنهم ظلُّوا لا يستجيبون، وما أجدني حيًّا إلى الآن إلا بفضل هؤلاء المحاربين المسلمين".
ويضيف جارودي: "كانت المفاجأة عندما رفض هؤلاء تنفيذ إطلاق النار، ولم أفهم السبب لأوَّل وهلة؛ لأنني لا أعرف اللغة العربية، وبعد ذلك علمت من مساعد جزائري بالجيش الفرنسي كان يعمل في المعسكر أن شرف المحارب المسلم يمنعه من أن يطلق النار على إنسان أعزل، وكانت هذه أول مرة أتعرف فيها على الإسلام من خلال هذا الحدث المهم في حياتي، وقد علَّمني أكثر من دراسة 10 سنوات في السربون"(4).
لقد وَعَى جارودي عند دراسته للثقافة غير العربية الإمكانات الخاصة للإسلام، فالرجل لم يسلم بمحض الصدفة بل جاء إسلامه بعد بحث طويل في حضارات وديانات العالم كله؛ يقول جارودي:
"أحب أن أقول: إن انتمائي للإسلام لم يأتِ بمحض الصدفة، بل جاء بعد رحلة عناء وبحث، ورحلة طويلة تخللتها منعطفات كثيرة، حتى وصلت إلى مرحلة اليقين الكامل، والخلود إلى العقيدة أو الديانة التي تمثل الاستقرار، والإسلام -في نظري- هو الاستقرار"(5).
وجد روجيه جارودي في الإسلام ما لم يجده في غيره من الأيديولوجيات والمعتقدات والأفكار والنظريات الفكرية التي تفرقت بين الكتب والمجلدات، وبكلمات أكثر بساطة وفي حوار آخر له في مجلة الأمة القطرية يلخِّص جارودي أسباب انجذابه للإسلام قائلاً: "إذا حكمت على الأمور في ضوء تجربتي الشخصية فإنني أقول: إن ما كان يشغلني هو البحث عن النقطة التي يلتقي فيها الوجدان بالعقل، أو الإبداع الفني والشعري بالعمل السياسي العقيدي، وقد مكنني الإسلام -والحمد لله- من بلوغ نقطة التوحيد بينهما؛ ففي حين أن الأحداث في عالمنا تبدو عمياء متطاحنة وقائمة على النمو الكمي والعنف، يروضنا القرآن الكريم على اعتبار الكون والبشرية وحدة واحدة يكتسب فيها الدور الذي يسهم به الإنسان معنى"(6).
لقد أشهر روجيه جارودي إسلامه يوم 11 من رمضان سنة 1402 هـ/ 2 من يوليو 1982م، وأدى العمرة، وكان لإسلام جارودي دويٌّ هائل في الأوساط الفكرية والثقافية، وكثرت التعليقات عليه في الإذاعة والصحافة العربية والعالمية.
إسهامات روجيه جارودي
لقد كرَّس هذا المفكر الكبير حياته منذ إسلامه عام 1982م في الدفاع عن الإسلام، وكان آخر أعماله كتابه (الأساطير التي قامت عليها السياسة الإسرائيلية) الذي حوكم من أجله.
وقد اتجه في سياسته ثلاثة اتجاهات:
أوَّلها: تقديم حقائق الإسلام الصحيحة للعالم الغربي، وتصحيح الصورة الذهنية المشوهة والباطلة عن الإسلام والمسلمين لدى الغرب.
ثانيها: بيان أن نهوض حضارة إنسانية على عقيدة الإسلام وشريعته وقيمه وأخلاقه، هي الأمل في إنقاذ البشرية من الضياع والدمار الذي تعاني منه في العصر الحاضر.
ثالثها: بيان الخطر الذي يمثله قيام دولة إسرائيل على العالم، وخطورة الدور الذي تمارسه الصهيونية العالمية(7).
نال جائزة الملك فيصل العالمية سنة 1985-1986م عن خدمة الإسلام وذلك عن كتابيه Promesses de l'Islam (وعود الإسلام) وL'Islam habite notre avenir (الإسلام يسكن مستقبلنا) ولدفاعه عن القضية الفلسطينية.
حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة قونية في تركيا سنة 1995م(8).
نال جائزة القذافي لحقوق الإنسان من الجماهيرية العربية الليبية عام 2002م.
دور الصهيونية ضد الإسلام
يتحدث جارودي عن الجهود التي بذلها من أجل إنشاء (المعهد الدولي للحوار بين الحضارات) في كل من باريس وجنيف، وأيضًا عن الدعاية الصهيونية بفاعليتها وتنظيمها في الغرب إلى حدٍّ مخيف باعتبارها تشكِّل أحد العوائق الخطيرة أمام فهم الغرب للعالم العربي، واستخدامهم الوسائل المتعددة لتحقيق هذا الغرض(9).
ومن جهوده -أيضًا- تأليفه كتاب (الإسلام وأزمة الغرب)، وهو لا يتحدث فيه عن الإسلام عمومًا بل عن الإمكانات الجديدة لانتشاره في العالم الغربي، والأسباب التي ترجع إلى جوهر العقيدة الإسلامية وتشكل هذه الإمكانيات.
ويقرر جارودي حقيقة تاريخية وإنسانية مستمرة وهي "أن الإسلام أنقذ العالم من الانحطاط والفوضى، وأن القرآن الكريم أعاد لملايين البشر الوعي بالبُعد الإسلامي، ومنحهم روحًا جديدة"(10).
ويقدِّم جارودي في هذا الكتاب مثالاً بالأرقام لما وصل إليه العالم من استبعاد الروح الإنسانية، وتحطيم القيم الإنسانية، واتباع نموذج جنوني للتنمية؛ فيقول موضحًا انحطاط الحضارة الغربية من هذا الجانب، وأثر ذلك في البشرية كلها:
"بعد خمسة قرون من هيمنة الغرب هيمنة لا يشاركه فيها أحد، يمكن أن ننظر إلى الأرقام الثلاثة الآتية:
عام 1982م تظهر لنا ملامح وقسمات الحضارة الغربية؛ فمع حوالي 600 مليار دولار من الإنفاق على التسليح، وصنع ما يعادل أربعة أطنان من المتفجرات فوق رأس كل إنسان من سكان كوكب الأرض، مات حوالي 50 مليون نسمة في العالم من الجوع وسوء التغذية في نفس العام الذي أنفق الغرب ملياراته على أسلحة التدمير، ومن ثَمَّ فمن الصعب أن نُطلق كلمة تقدُّم على هذه المرحلة التي قطعتها الحضارة الغربية في تاريخ البشرية. ويرى جارودي أن الإسلام يمكن أن يقدِّم للعالم المعاصر ما ينفعه وما يفتقده عالم اليوم، وهو معرفة غاية الإنسان ومعنى الحياة"(11).
ومن مؤلفات روجيه جارودي أيضًا كتاب (الإرهاب الغربي Le Terrorisme occidental ) عام 2004م.
وفاة روجيه جارودي
توفي روجيه أو رجاء جارودي في 13 من يونيو 2012م في بلدية شينفيير في سور مارن، جنوب شرق باريس عن عمر يناهز 99 عامًا

الدكتور ملير .. أكبر داعية للنصرانية في كندا





هذا الرجل يحب الرياضيات بشكل كبير؛ لذلك يحب المنطق أو التسلسل المنطقي للأمور..
في أحد الأيام أراد أن يقرأ القرآن بقصد أن يجد فيه بعض الأخطاء التي تعزز موقفه عند دعوته للمسلمين للدين النصراني.. كان يتوقع أن يجد القرآن كتابًا قديمًا مكتوبًا منذ 14 قرنًا يتكلم عن الصحراء وما إلى ذلك.. لكنه ذهل مما وجده فيه، بل واكتشف أن هذا الكتاب يحوي أشياء لا توجد في أي كتاب آخر في هذا العالم!!
كان يتوقع أن يجد بعض الأحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها، أو وفاة بناته وأولاده.. لكنه لم يجد شيئًا من ذلك.
بل الذي جعله في حيرة من أمره أنه وجد أن هناك سورة كاملة في القرآن تسمى سورة مريم، وفيها تشريف لمريم -عليها السلام- لا يوجد مثيل له في كتب النصارى ولا في أناجيلهم!!
ولم يجد سورة باسم عائشة أو فاطمة رضي الله عنهم.
وكذلك وجد أن عيسى -عليه السلام- ذُكر بالاسم 25 مرة في القرآن، في حين أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يذكر إلا 5 مرات فقط، فزادت حيرة الرجل!
أخذ يقرأ القرآن بتمعن أكثر؛ لعله يجد مأخذًا عليه.. ولكنه صُعق بآية عظيمة وعجيبة، ألا وهي الآية رقم 82 في سورة النساء: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} [النساء: 82].
يقول الدكتور ملير عن هذا الآية: "من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر هو مبدأ إيجاد الأخطاء أو تقصي الأخطاء في النظريات إلى أن تثبت صحتها ويسمى Falsification test.. والعجيب أن القرآن الكريم يدعو المسلمين وغير المسلمين إلى إيجاد الأخطاء فيه، ولن يجدوا...".
يقول أيضًا عن هذه الآية: "لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتابًا ثم يقول: هذا الكتاب خالٍ من الأخطاء، ولكن القرآن على العكس تمامًا يقول لك: لا يوجد أخطاء، بل ويعرض عليك أن تجد فيه أخطاء ولن تجد".
أيضًا من الآيات التي وقف الدكتور ملير عندها طويلاً هي الآية رقم 30 من سورة الأنبياء: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء: 30].
يقول: "إن هذه الآية هي بالضبط موضوع البحث العلمي الذي حصل على جائزة نوبل في عام 1973م، وكان عن نظرية الانفجار الكبير، وهي تنص أن الكون الموجود هو نتيجة انفجار ضخم حدث منه الكون بما فيه من سموات وكواكب".
فالرتق هو الشيء المتماسك، في حين أن الفتق هو الشيء المتفكك، فسبحان الله!
يقول الدكتور ملير: "الآن نأتي إلى الشيء المذهل في أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم والادعاء بأن الشياطين هي التي تعينه، والله تعالى يقول: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ * إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ} [الشعراء: 210-212]، {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: 98].
أرأيتم؟! هل هذه طريقة الشيطان في كتابة أي كتاب؟ يؤلف كتابًا ثم يقول قبل أن تقرأ هذا الكتاب: يجب عليك أن تتعوذ مني؟!
إن هذه الآيات من الأمور الإعجازية في هذا الكتاب المعجز! وفيها رد منطقي لكل من قال بهذه الشبهة".
ومن القصص التي أبهرت الدكتور ملير، ويعتبرها من المعجزات هي قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي لهب.. يقول الدكتور ملير:
"هذا الرجل أبو لهب كان يكره الإسلام كرهًا شديدًا، لدرجة أنه كان يتبع محمدًا صلى الله عليه وسلم أينما ذهب؛ ليقلل من قيمة ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم.. إذا رأى الرسول يتكلم لناس غرباء، فإنه ينتظر حتى ينتهي الرسول من كلامه، ليذهب إليهم ثم يسألهم: ماذا قال لكم محمد؟ لو قال لكم أبيض فهو أسود، ولو قال لكم ليلاً فهو نهار. المقصد أنه يخالف أي شيء يقوله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ويشكك الناس فيه..
قبل 10 سنوات من وفاة أبي لهب نزلت سورة في القرآن اسمها سورة المسد، هذه السورة تقرر أن أبا لهب سوف يذهب إلى النار، أي بعبارة أخرى أن أبا لهب لن يدخل الإسلام. خلال عشر سنوات كل ما كان على أبي لهب أن يفعله هو أن يأتي أمام الناس ويقول: (محمد يقول إني لن أسلم وسوف أدخل النار، ولكني أعلن الآن أني أريد أن أدخل في الإسلام وأصبح مسلمًا!! الآن ما رأيكم هل محمد صادق فيما يقول أم لا؟ هل الوحي الذي يأتيه وحي إلهي؟)..
لكن "أبو لهب" لم يفعل ذلك تمامًا رغم أن كل أفعاله كانت هي مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنه لم يخالفه في هذا الأمر؛ يعني القصة كأنها تقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأبي لهب أنت تكرهني وتريد أن تُنهيني، حسنًا لديك الفرصة أن تنقض كلامي!
لكنه لم يفعل خلال عشر سنوات!! لم يسلم ولم يتظاهر حتى بالإسلام!!
عشر سنوات كانت لديه الفرصة أن يهدم الإسلام بدقيقة واحدة! ولكن لأن الكلام هذا ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنه وحي ممن يعلم الغيب، ويعلم أن أبا لهب لن يسلم. كيف لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يعلم أن أبا لهب سوف يثبت ما في السورة إن لم يكن هذا وحيًا من الله؟! كيف يكون واثقًا خلال عشر سنوات أن ما لديه حق لو لم يكن يعلم أنه وحي من الله؟!
لكي يضع شخص هذا التحدي الخطير ليس له إلا أمر واحد، هذا وحي من الله؛ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِن مَسَدٍ} [المسد: 1-5].
يقول الدكتور ملير عن آية أخرى أبهرته أيضًا لإعجازها الغيبي:
"من المعجزات الغيبية القرآنية هو التحدي للمستقبل بأشياء لا يمكن أن يتنبأ بها الإنسان، وهي خاضعة لنفس الاختبار السابق إلا وهو falsification tests، أو مبدأ إيجاد الأخطاء حتى تتبين صحة الشيء المراد اختباره. وهنا سوف نرى ماذا قال القرآن عن علاقة المسلمين مع اليهود والنصارى. القرآن يقول: إن اليهود هم أشد الناس عداوة للمسلمين، وهذا مستمر إلى وقتنا الحاضر؛ فأشد الناس عداوة للمسلمين هم اليهود".
ويكمل الدكتور ملير:
"إن هذا يعتبر تحديًا عظيمًا، ذلك أن اليهود لديهم الفرصة لهدم الإسلام بأمر بسيط، ألا وهو أن يعاملوا المسلمين معاملة طيبة لبضع سنين، ويقولون عندها: ها نحن نعاملكم معاملة طيبة، والقرآن يقول: إننا أشد الناس عداوة لكم، إذن القرآن خطأ!! ولكن هذا لم يحدث خلال 1400 سنة!! ولن يحدث؛ لأن هذا الكلام نزل من لدن الذي يعلم الغيب وليس إنسانًا!!".
يكمل الدكتور ملير: "هل رأيتم أن الآية التي تتكلم عن عداوة اليهود للمسلمين تعتبر تحديًا للعقول؟!".
{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ * وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ} [المائدة: 82-84].
وعمومًا هذه الآية تنطبق على الدكتور ملير؛ حيث إنه من النصارى الذي عندما علم الحق آمن ودخل الإسلام، وأصبح داعية له. وفقه الله.
يكمل الدكتور ملير عن أسلوب فريد في القرآن أذهله لإعجازه:
"بدون أدنى شك يوجد في القرآن توجه فريد ومذهل لا يوجد في أي مكان آخر، وذلك أن القرآن يعطيك معلومات معينة ويقول لك: لم تكن تعلمها من قبل!! مثل: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} [آل عمران: 44]، {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [هود: 49]، {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ} [يوسف: 102].
يكمل الدكتور ملير:
"لا يوجد كتاب مما يسمى بالكتب الدينية المقدسة يتكلم بهذا الأسلوب، كل الكتب الأخرى عبارة عن مجموعة من المعلومات التي تخبرك من أين أتت هذه المعلومات. على سبيل المثال، الكتاب المقدس (الإنجيل المحرف) عندما يناقش قصص القدماء فهو يقول لك: الملك فلان عاش هنا، وهذا القائد قاتل هنا في معركة معينة، وشخص آخر كان له عدد كذا من الأبناء، وأسماؤهم فلان وفلان... إلخ. ولكن هذا الكتاب (الإنجيل المحرف) دائمًا يخبرك إذا كنت تريد المزيد من المعلومات، يمكنك أن تقرأ الكتاب الفلاني أو الكتاب الفلاني؛ لأن هذه المعلومات أتت منه".
يكمل الدكتور ملير:
"بعكس القرآن الذي يمد القارئ بالمعلومة، ثم يقول لك: هذه معلومة جديدة!! بل ويطلب منك أن تتأكد منها إن كنت مترددًا في صحة القرآن بطريقة لا يمكن أن تكون من عقل بشر!!
والمذهل في الأمر هو أهل مكة في ذلك الوقت -أي وقت نزول هذه الآيات- ومرة بعد مرة كانوا يسمعونها ويسمعون التحدي بأن هذه معلومات جديدة لم يكن يعلمها محمد صلى الله عليه وسلم ولا قومه، بالرغم من ذلك لم يقولوا: هذا ليس جديدًا بل نحن نعرفه.. أبدًا لم يحدث أن قالوا مثل ذلك ولم يقولوا: نحن نعلم من أين جاء محمد بهذه المعلومات. أيضًا لم يحدث مثل هذا، ولكن الذي حدث أن أحدًا لم يجرؤ على تكذيبه أو الرد عليه؛ لأنها فعلاً معلومات جديدة كليًّا!! وليست من عقل بشر، ولكنها من عند الله الذي يعلم الغيب في الماضي والحاضر والمستقبل".


القسيس سيلي .. قصة إسلام غريبة جدا


قصة إسلام القسيس سيلي









قد تكون هذه القصة غريبة على من لم يلتق بصاحبها شخصيًّا، ويسمع ما قاله بأذنيه ويراه بأم عينيه، فهي قصة خيالية النسج، واقعية الأحداث، تجسدت أمام ناظري بكلمات صاحبها وهو يقبع أمامي قاصًّا عليَّ ما حدث له شخصيًّا، ولمعرفة المزيد بل ولمعرفة كل الأحداث المشوقة.. دعوني أصحبكم لنتجه معًا إلى "جوهانسبرج" مدينة مناجم الذهب الغنية بدولة جنوب إفريقيا؛ حيث كنت أعمل مديرًا لمكتب رابطة العالم الإسلامي هناك. كان ذلك في عام 1996م، وكنا في فصل الشتاء الذي حل علينا قارسًا في تلك البلاد، وذات يوم كانت السماء فيه ملبدة بالغيوم، وتنذر بهبوب عاصفة شتوية عارمة، وبينما كنت أنتظر شخصًا قد حددت له موعدًا لمقابلته، وكانت زوجتي في المنزل تُعِدُّ طعام الغداء؛ حيث سيحل ذلك الشخص ضيفًا كريمًا عليَّ بالمنزل.
كان الموعد مع شخصية لها صلة قرابة بالرئيس الجنوب إفريقي السابق الرئيس "نلسون مانديلا"، شخصية كانت تهتم بالنصرانية، وتروج وتدعو لها.. إنها شخصية "القسيس سيلي". لقد تم اللقاء مع سيلي بواسطة سكرتير مكتب الرابطة "عبد الخالق ميتر"؛ حيث أخبرني أن قسيسًا يريد الحضور إلى مقر الرابطة لأمر مهم.
وفي الموعد المحدد حضر سيلي بصحبته شخص يدعى سليمان كان ملاكمًا، وأصبح عضوًا في رابطة الملاكمة بعد أن منَّ الله عليه بالإسلام بعد جولة قام بها الملاكم المسلم محمد علي كلاي. وقابلت الجميع بمكتبي وسعدت للقائهم أيما سعادة. كان سيلي قصير القامة، شديد سواد البشرة، دائم الابتسام. جلس أمامي وبدأ يتحدث معي بكل لطف. فقلت له: أخي سيلي، هل من الممكن أن نستمع لقصة اعتناقك للإسلام؟ ابتسم سيلي وقال: نعم، بكل تأكيد. وأنصتوا إليه أيها الإخوة الكرام، وركزوا لما قاله لي، ثم احكموا بأنفسكم.
قال سيلي: كنت قسيسًا نشطًا للغاية، أخدم الكنيسة بكل جدٍّ واجتهاد، ولا أكتفي بذلك، بل كنت من كبار المنصِّرين في جنوب إفريقيا، ولنشاطي الكبير اختارني الفاتيكان لكي أقوم بالتنصير بدعم منه، فأخذت الأموال تصلني من الفاتيكان لهذا الغرض، وكنت أستخدم كل الوسائل لكي أصل إلى هدفي.
فكنت أقوم بزيارات متوالية ومتعددة للمعاهد والمدارس والمستشفيات والقرى والغابات، وكنت أدفع من تلك الأموال للناس في صور مساعدات أو هبات أو صدقات وهدايا؛ لكي أصل إلى مبتغاي، وأدخل الناس في دين النصرانية. وكانت الكنيسة تغدق عليَّ، فأصبحت غنيًّا، لديَّ منزل، وسيارة، وراتب جيد، ومكانة مرموقة بين القساوسة.
وفي يوم من الأيام ذهبت لأشتري بعض الهدايا من المركز التجاري ببلدتي، وهناك كانت المفاجأة! ففي السوق قابلت رجلاً يلبس كوفية، وكان تاجرًا يبيع الهدايا، وكنت ألبس ملابس القسيسين الطويلة ذات الياقة البيضاء التي نتميز بها على غيرنا، وبدأت في التفاوض مع الرجل على قيمة الهدايا. وعرفت أن الرجل مسلم -ونحن نطلق على دين الإسلام في جنوب إفريقيا: دين الهنود، ولا نقول دين الإسلام- وبعد أن اشتريت ما أريد من هدايا, بل قُلْ من فخاخ نوقع بها السذج من الناس، وكذلك أصحاب الخواء الديني والروحي، كما كنا نستغل حالات الفقر عند كثير من المسلمين والجنوب إفريقيين؛ لنخدعهم بالدين المسيحي وننصّرهم.
فإذا بالتاجر المسلم يسألني: أنت قسيس، أليس كذلك؟
فقلت له: نعم.
فسألني: من هو إلهك؟
فقلت له: المسيح هو الإله.
فقال لي: إنني أتحداك أن تأتيني بآية واحدة في الإنجيل تقول على لسان المسيح شخصيًّا أنه قال: أنا الله، أو أنا ابن الله، فاعبدوني.
وإذا بكلمات الرجل المسلم تسقط على رأسي كالصاعقة، ولم أستطع أن أجيبه، وحاولت أن أعود بذاكرتي الجيدة، وأغوص بها في كتب الأناجيل وكتب النصرانية لأجد جوابًا شافيًا للرجل فلم أجد! فلم تكن هناك آية واحدة تتحدث على لسان المسيح وتقول بأنَّه هو الله أو أنه ابن الله.
وأسقط في يدي، وأحرجني الرجل، وأصابني الغم وضاق صدري. كيف غاب عني مثل هذه التساؤلات؟ وتركت الرجل وهمت على وجهي، فما علمت بنفسي إلا وأنا أسير طويلاً بدون اتجاه معين.
ثم صممت على البحث عن مثل هذه الآيات مهما كلفني الأمر، ولكنني عجزت وهزمت. فذهبت للمجلس الكنسي، وطلبت أن أجتمع بأعضائه، فوافقوا. وفي الاجتماع أخبرتهم بما سمعت، فإذا بالجميع يهاجمونني ويقولون لي: خدعك الهندي، إنه يريد أن يضلك بدين الهنود. فقلت لهم: إذن أجيبوني، وردُّوا على تساؤله، فلم يُجِبْ أحد!
وجاء يوم الأحد الذي ألقي فيه خطبتي ودرسي في الكنيسة، ووقفت أمام الناس لأتحدث، فلم أستطع، وتعجب الناس لوقوفي أمامهم دون أن أتكلم. فانسحبت لداخل الكنيسة، وطلبت من صديق لي أن يحل محلي، وأخبرته بأنني منهك.. وفي الحقيقة كنت منهارًا، ومحطمًا نفسيًّا.
وذهبت لمنزلي وأنا في حالة ذهول وهم كبير، ثم توجهت لمكان صغير في منزلي وجلست أنتحب فيه، ثم رفعت بصري إلى السماء، وأخذت أدعو، ولكن أدعو مَن؟ لقد توجهت إلى من اعتقدت بأنه هو الله الخالق.. وقلت في دعائي: "ربي.. خالقي. لقد أُقفلت الأبواب في وجهي غير بابك، فلا تحرمني من معرفة الحق، أين الحق؟ وأين الحقيقة؟ يا رب.. يا رب.. لا تتركني في حيرتي، وألهمني الصواب ودلني على الحقيقة".
ثم غفوت ونمت. وأثناء نومي.. إذا بي أرى في المنام أنى في قاعة كبيرة جدًّا، ليس فيها أحد غيري، وفي صدر القاعة ظهر رجل، لم أتبين ملامحه من النور الذي كان يشع منه وحوله، فظننت أن ذلك الله الذي خاطبته بأن يدلني على الحق، ولكني أيقنت بأنه رجل منير.
فأخذ الرجل يشير إليَّ وينادي: يا إبراهيم! فنظرت حولي لأشاهد من هو إبراهيم؟ فلم أجد أحدًا معي في القاعة.
فقال لي الرجل: أنت إبراهيم.. اسمك إبراهيم.. ألم تطلب من الله معرفة الحقيقة؟
قلت: نعم.
قال: انظر إلى يمينك.. فنظرت إلى يميني، فإذا مجموعة من الرجال تسير حاملة على أكتافها أمتعتها، وتلبس ثيابًا بيضًاء، وعمائم بيضاء. وتابع الرجل قوله: اتبع هؤلاء، لتعرف الحقيقة!
واستيقظت من النوم، وشعرت بسعادة كبيرة تنتابني، ولكني لست مرتاحًا عندما أخذت أتساءل.. أين سأجد هذه الجماعة التي رأيت في منامي؟ وصممت على مواصلة المشوار، مشوار البحث عن الحقيقة، كما وصفها لي من جاء ليدلني عليها في منامي. وأيقنت أن هذا كله بتدبير من الله I. فأخذت إجازة من عملي، ثم بدأت رحلة بحث طويلة، أجبرتني على الطواف في عدة مدن أبحث وأسأل عن رجالٍ يلبسون ثيابًا بيضاء، ويتعممون عمائم بيضاء أيضًا.
وطال بحثي وتجوالي، وكل من كنت أشاهدهم مسلمين يلبسون البنطال، ويضعون على رءوسهم الكوفيات فقط. ووصل بي تجوالي إلى مدينة "جوهانسبرج"، حتى إنني أتيت إلى مكتب استقبال لجنة مسلمي إفريقيا في هذا المبنى، وسألت موظف الاستقبال عن هذه الجماعة، فظن أنني شحاذٌ، ومد يده ببعض النقود، فقلت له: ليس هذا أسألك. أليس لكم مكان للعبادة قريب من هنا؟ فدلني على مسجد قريب.. فتوجهت نحوه.. فإذا بمفاجأة كانت في انتظاري، فقد كان على باب المسجد رجل يلبس ثيابًا بيضاء، ويضع على رأسه عمامة. ففرحت، فهو من نفس النوعية التي رأيتها في منامي.. فتوجهت إليه رأسًا وأنا سعيد بما أرى، فإذا بالرجل يبادرني قائلاً، وقبل أن أتكلم بكلمة واحدة: مرحبًا إبراهيم! فتعجبت وصعقت بما سمعت! فالرجل يعرف اسمي قبل أن أعرِّفه بنفسي.
فتابع الرجل قائلاً: لقد رأيتك في منامي بأنك تبحث عنا، وتريد أن تعرف الحقيقة. والحقيقة هي في الدين الذي ارتضاه الله لعباده.. الإسلام.
فقلت له: نعم، أنا أبحث عن الحقيقة، ولقد أرشدني الرجل المنير الذي رأيته في منامي لأن أتبع جماعة تلبس مثل ما تلبس.. فهل يمكنك أن تقول لي، من ذلك الذي رأيت في منامي؟
فقال الرجل: ذاك نبينا محمد نبي الإسلام الدين الحق، رسول الله ! ولم أصدق ما حدث لي، ولكنني انطلقت نحو الرجل أعانقه، وأقول له: أحقًّا كان ذلك رسولكم ونبيكم، أتاني ليدلني على دين الحق؟
قال الرجل: أجل. ثم أخذ الرجل يرحب بي، ويهنئني بأن هداني الله لمعرفة الحقيقة.
ثم جاء وقت صلاة الظهر، فأجلسني الرجل في آخر المسجد، وذهب ليصلي مع بقية الناس، وشاهدت المسلمين -وكثير منهم كان يلبس مثل الرجل- شاهدتهم وهم يركعون ويسجدون لله، فقلت في نفسي: والله إنه الدين الحق، فقد قرأت في الكتب أن الأنبياء والرسل كانوا يضعون جباههم على الأرض سُجَّدًا لله.
وبعد الصلاة ارتاحت نفسي، واطمأنت لما رأيت وسمعت، وقلت في نفسي: والله لقد دلني الله I على الدين الحق، وناداني الرجل المسلم لأعلن إسلامي، ونطقت بالشهادتين، وأخذت أبكي بكاءً عظيمًا؛ فرحًا بما منَّ الله عليَّ من هداية.
ثم بقيت معهم أتعلم الإسلام، ثم خرجت معهم في رحلة دعوية استمرت طويلاً، فقد كانوا يجوبون البلاد طولاً وعرضًا، يدعون الناس للإسلام، وفرحت بصحبتي لهم، وتعلمت منهم الصلاة والصيام وقيام الليل والدعاء والصدق والأمانة، وتعلمت منهم بأن المسلمين أمة وضع الله عليها مسئولية تبليغ دين الله، وتعلمت كيف أكون مسلمًا داعية إلى الله، وتعلمت منهم الحكمة في الدعوة إلى الله، وتعلمت منهم الصبر والحلم والتضحية والبساطة. وبعد عدة شهور عدت لمدينتي، فإذا بأهلي وأصدقائي يبحثون عني، وعندما شاهدوني أعود إليهم باللباس الإسلامي، أنكروا عليَّ ذلك، وطلب مني المجلس الكنسي أن أعقد معهم لقاء عاجلاً.
وفي ذلك اللقاء أخذوا يؤنبونني؛ لتركي دين آبائي وعشيرتي.
وقالوا لي: لقد خدعك الهنود بدينهم وأضلوك!
فقلت لهم: لم يخدعني ولم يضلني أحد.. فقد جاءني رسول الله محمد في منامي ليدلني على الحقيقة، وعلى الدين الحق.. إنَّه الإسلام، وليس دين الهنود كما تدعونه.. وإنني أدعوكم للحق وللإسلام.
فبهتوا! ثم جاءوني من باب آخر، مستخدمين أساليب الإغراء بالمال والسلطة والمنصب.
فقالوا لي: إن الفاتيكان طلب لتقيم عندهم ستة أشهر، في انتداب مدفوع القيمة مقدمًا، مع شراء منزل جديد وسيارة جديدة لك، ومبلغ من المال لتحسين معيشتك، وترقيتك لمنصب أعلى في الكنيسة!
فرفضت كل ذلك، وقلت لهم: أبعد أن هداني الله تريدون أن تضلوني؟! والله لن أفعل ذلك، ولو قطعت إربًا. ثم قمت بنصحهم ودعوتهم مرة ثانية للإسلام، فأسلم اثنان من القسس، والحمد لله.
فلما رأوا إصراري، سحبوا كل رتبي ومناصبي، ففرحت بذلك، بل كنت أريد أن أبتدرهم بذلك، ثم قمت وأرجعت لهم ما لديَّ من أموال وعهدة، وتركتهم.
قصة إسلام إبراهيم سيلي، والذي قصها عليَّ بمكتبي بحضور "عبد الخالق ميتر" سكرتير مكتب الرابطة بجنوب إفريقيا، وكذلك بحضور شخصين آخرين.. وأصبح القس سيلي الداعية "إبراهيم سيلي" المنحدر من قبائل الكوزا بجنوب إفريقيا. ودعوت القس إبراهيم -آسف الداعية إبراهيم سيلي- لتناول طعام الغداء بمنزلي، وقمت بما ألزمني به ديني، فأكرمته غاية الإكرام، ثم ودعني إبراهيم سيلي؛ فقد غادرت بعد تلك المقابلة إلى مكة المكرمة في رحلة عمل، حيث كنا على وشك الإعداد لدورة العلوم الشرعية الأولى بمدينة كيب تاون.
ثم عدت لجنوب إفريقيا لأتجه إلى مدينة كيب تاون. وبينما كنت في المكتب المعد لنا في معهد الأرقم، إذا بالداعية إبراهيم سيلي يدخل عليَّ، فعرفته، وسلمت عليه.
وسألته: ماذا تفعل هنا يا إبراهيم؟
قال لي: إنني أجوب مناطق جنوب إفريقيا، أدعو إلى الله، وأنقذ أبناء جلدتي من النار، وأخرجهم من الظلمات إلى النور بإدخالهم في الإسلام.
وبعد أن قص علينا إبراهيم كيف أصبح همُّه الدعوة إلى الله ترَكَنا مغادرًا نحو آفاق رحبة.. إلى ميادين الدعوة والتضحية في سبيل الله.. ولقد شاهدته وقد تغيَّر وجهه، واخلولقت ملابسه، تعجبت منه فهو حتى لم يطلب مساعدة! ولم يمد يده يريد دعمًا!
وأحسست بأن دمعة سقطت على خدي لتوقظ فيَّ إحساسًا غريبًا.. هذا الإحساس وذلك الشعور كأنهما يخاطباني قائلين: أنتم أناس تلعبون بالدعوة.. ألا تشاهدون هؤلاء المجاهدين في سبيل الله!!
نعم إخواني، لقد تقاعسنا وتثاقلنا إلى الأرض، وغرتنا الحياة الدنيا.. وأمثال الداعية إبراهيم سيلي، والداعية الإسباني أحمد سعيد يضحون ويجاهدون ويكافحون من أجل تبليغ هذا الدين!! فيا رب رحماك!!


القس إسحاق .. توبة على كرسي الاعتراف


كانت الخطوة الأولى في رحلة العذاب التي بدأها القس السابق "إسحاق" ليبلغ واحة الإيمان، رحلة كلفته ألوانًا من الاضطهاد لا يحتملها إنسان. وكرسي الاعتراف تقيمه الكنائس في أثناء قداس الأحد أسبوعيًّا، حيث يجلس القس ليستمع إلى اعترافات المسيحيين العاديين بخطاياهم.
يتذكر إسحاق هذه اللحظة قائلاً: جاءتني امرأة تعضّ أصابع الندم قالت: إنها انحرفت ثلاث مرات، وأنا أمام قداستك الآن أعترف لك رجاء أن تغفر لي، وأعاهدك ألاّ أعود لذلك أبدًا.
ومن العادة المتبعة أن يقوم الكاهن برفع الصليب في وجه المعترِف، ويغفر له خطاياه.
وما كدتُ أرفع الصليب حتى عجز لساني عن النطق، فبكيت بكاءً مرًّا وقلتُ: هذه جاءت لتنال غفران خطاياها مني، فمن يغفر لي خطاياي؟!! وإذا بذهني يتوقف بالعبارة القرآنية الجميلة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]، هنا أدركت أن فوق العالي عاليًا أكبر من كل كبير، إلهًا واحدًا لا معبود سواه..
ذهبت على الفور للقاء الأسقف، وقلت له: أنا أغفر الخطأ لعامَّة الناس، فمن يغفر لي خطئي؟ فأجاب دون اكتراث: البابا. وسألته فمن يغفر للبابا؟ وهنا انتفض جسمه ووقف صارخًا وقال: إن قداسة البابا معصوم، فكيف تتطاول بمثل هذا السؤال؟!
بعد ذلك صدر قرار البابا بحبسي في الدير.
أخذوني معصوب العينيين، وهناك استقبلني الرهبان استقبالاً عجيبًا، كل منهم يحمل عصا يضربني بها وهو يقول: هذا ما يُصنع ببائع دينه وكنيسته، وهكذا حتى أمر بجميع الرهبان، حيث استعملوا معي كل أساليب التعذيب التي ما زالت آثارها موجودة على جسدي، وأمروني بأن أرعى الخنازير، وبعد ثلاثة أشهر حوّلوني إلى كبير الرهبان لتأديبي دينيًّا.
وعندما ذهبت إليه فُوجئت به يقول: يا بُنَيّ، إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، اصبر واحتسب {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3]. قلت في نفسي: ليس هذا الكلام في الكتاب المقدس، أو من أقوال القديسين.
ما زلت في ذهولي بسبب هذا الكلام، حتى رأيته يضيف ذهولاً على ذهولي بقوله: "نصيحتي لك السر والكتمان إلى أن تعلن الحق مهما طال الزمان".
تُرى ماذا يعني بهذا الكلام، وهو كبير الرهبان؟!
الصدفة وحدها كشفت لي الإجابة عندما طرقت بابه ذات يوم فلم يجبني أحد، فقمت بفتحه ودخلت، وجدته يؤدي صلاة الفجر، تسمَّرت في مكاني أمام هذا الذي أراه، ولكني انتبهت بسرعة عندما خشيت أن يراه أحد من الرهبان، فأغلقت الباب، جاءني بعد ذلك وهو يقول وفي عينيه الدموع: "تستر عليَّ؛ فإن غذائي القرآن، وأنيس وحدتي توحيد الرحمن، ومؤنس وحشتي عبادة الواحد القهار".
أخذتُ أفكر في الأمور تفكيرًا عميقًا، وبدأت أدرس الإسلام جيدًا حتى تكون هدايتي عن يقين تام، فكان أن هداني الله إلى دين القيم والأخلاق الحميدة، وجدت صعوبات كبيرة في إشهار إسلامي؛ نظرًا لأنني قس كبير ورئيس لجنة التنصير في إفريقيا، فقد حاولوا تعطيل ذلك بكل الطرق؛ لأنه فضيحة كبيرة لهم. خيّروني بين كل ممتلكاتي وبين ديني الجديد، فتنازلت لهم عنها كلها، فلا شيء يعدل لحظة الندم التي شعرت بها وأنا على كرسي الاعتراف(1).

الراهب مونجوزا .. كان ينصر قرى بأكملها


فكر محمد مونجوزا.. وتدبّر وتعلم وقارن بين الأديان واهتدى إلى الإسلام بعد أن كان قسيسًا في الكنيسة الكاثوليكية بزائير.. ومع رحلته الإيمانية يروي محمد مونجوزا قصة إسلامه:
تلفقنني الكنيسة الكاثوليكية منذ صغري وصبغتني بالنصرانية، ثم كلفتني بالدعوة إلى النصرانية.
كنت راهبًا أعمل بالدعوة وتنصير الناس، كنت مؤثرًا بالفعل، إذ أجتاح القرى فأنصِّر كل من فيها، وأنتقل إلى غيرها.
وفي تلك الآونة كنت أختلي إلى بيوت الأصدقاء، وكان منهم المسلم الذي تعجبني خصاله، وكانوا يتحدثون عن الإسلام بما يثير انتباهي فعلاً، مثل: وحدانية الخالق، وخُلُق الإسلام، وسماحته، والتراحم فيه.
ويومًا رأيت في يد أحدهم القرآن، فطلبته منه وتزامن معه الرحلة إلى فرنسا من أجل الدراسة، فأتيحت فرصة البحث العلمي والاطّلاع المركّز في تلك المقارنة بالإسلام، دين الله الحق.
كانت الكنيسة تنتظرني أن أعود إليها بقوّة أكبر، لكن مشيئة الله وفضله خلصاني، وأخذا بيدي إلى طريق الحق والدين الصحيح.
وقد تقدمت إلى منظمة الدعوة الإسلامية لتسجيل إسلامي، وكان رد الفعل كبيرًا للغاية إذ، غضب رسميًّا وهاج البابا في الفاتيكان، حيث كنت لهم يدًا قوية، وأخذوا مني سيارتي ومنزلي وبعض حاجاتي، ثم بدأت تحرشاتهم بي.

ليلى مراد .. المطربة والممثلة المصرية




ليلى مراد مطربة وممثلة مصرية اسمها الكامل (ليلى زكي مراد)، ولدت بالقاهرة (17 فبراير 1916ﻡ)، وهي ابنة الملحن المعروف زكي مراد وشقيقة منير مراد، بدأت الغناء وهي صغيرة السن، فدفعها أبوها للغناء في الإذاعة. والدها (زكي مراد) يهودي من الإسكندرية، كان والده من أشهر تجار الإسكندرية، ووالدتها السيدة (جميلة سالومون) من يهود القاهرة(1).
قصة إسلام ليلى مراد
وفي عام 1946م كانت ليلى مراد على موعد مع الهداية، فقد أشهرت إسلامها على يد الشيخ محمود أبو العيون(2) وكيل الجامع الأزهر الذي كانت تداوم على حضور الدروس الدينية التي كان يلقيها!!!
وقبل إسلامها كانت تتعرض لمحاولات تبشيريَّة مسيحيَّة من قبل راهبات نوتردام، وحتى بعد إسلامها لم تسلم من تشويه الدولة اللقيطة (الكيان الصهيوني) بفلسطين، وتعرضت لمشاكل كثيرة مع إسرائيل، والسبب في ذلك هو أنهم كانوا يدعونها للعيش في إسرائيل، فرفضت أكثر من مرة، وردت عليهم قائلة: "أنا مصرية ولدت وعشت في مصر وحموت فيها...".
حياة ليلى مراد بعد الإسلام
أكدت أسرة ليلى مراد أن النجمة الشهيرة ظلت متمسكة بإسلامها حتى مماتها في (21 نوفمبر 1995ﻡ) بالقاهرة... وقالت الأسرة: إن التشكيك في إسلام النجمة مصدره إسرائيل ودعايتها الكاذبة.
وبالفعل أشاعت بعض الصحف العبرية أن الفنانة الراحلة ارتدت عن الإسلام قبل وفاتها وعادت إلى اعتناق الديانة اليهودية، وهو ما نفته الفنانة ليلى مراد قبل رحيلها مرارًا، كما رفضت عرض شيمون بيريز بمنحها الجنسية الإسرائيلية، وأصرت على أنها مواطنة مصرية مسلمة.
ويؤكد السيد/ أحمد مراد باسم أسرة الفنانة الراحلة: أنها كانت مسلمة تصوم وتتلو القرآن، وكان لها صلة وثيقة في سنواتها الأخيرة بالشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- حتى آخر لحظات حياتها في مساء الثلاثاء (21 نوفمبر 1995م)؛ حيث رحلت -رحمها الله- في تمام الساعة العاشرة مساء، وتمت الصلاة عليها في مسجد السيدة نفيسة، الذي كانت دائمًا تزوره وتتصدق فيه بفريضة الزكاة، ودُفنت بمقابر العائلة بالبساتين، وكل الكلام والتشكيك في إسلامها وصدق تمسكها بمصريتها وعروبتها هو محاولات إسرائيلية وبروباجندا إعلاميَّة كاذبة(3).


فابيان .. عارضة الأزياء الفرنسية !!


فابيان عارضة الازياء الفرنسيةفابيان عارضة الأزياء الفرنسية، فتاة في الثامنة والعشرين من عمرها، جاءتها لحظة الهداية وهي غارقة في عالم الشهرة والإغراء والضوضاء.. انسحبت في صمت.. تركت هذا العالم بما فيه، وذهبت إلى أفغانستان؛ لتعمل في تمريض جرحى المجاهدين الأفغان، وسط ظروف قاسية وحياة صعبة!
تقول فابيان: "لولا فضل الله عليَّ ورحمته بي لضاعت حياتي في عالم ينحدر فيه الإنسان ليصبح مجرد حيوان كل همه إشباع رغباته وغرائزه بلا قيم ولا مبادئ".
ثم تروي قصتها فتقول:
"منذ طفولتي كنت أحلم دائمًا بأن أكون ممرضة متطوعة، أعمل على تخفيف الآلام للأطفال المرضى، ومع الأيام كبرت، ولَفَتُّ الأنظار بجمالي ورشاقتي، وحرَّضني الجميع -بما فيهم أهلي- على التخلي عن حلم طفولتي، واستغلال جمالي في عمل يدرُّ عليَّ الربح المادي الكثير والشهرة والأضواء، وكل ما يمكن أن تحلم به أية مراهقة، وتفعل المستحيل من أجل الوصول إليه.
وكان الطريق أمامي سهلاً -أو هكذا بدا لي-، فسرعان ما عرفت طعم الشهرة، وغمرتني الهدايا الثمينة التي لم أكن أحلم باقتنائها.
ولكن كان الثمن غاليًا.. فكان يجب عليَّ أولاً أن أتجرد من إنسانيتي، وكان شرط النجاح والتألّق أن أفقد حساسيتي وشعوري، وأتخلى عن حيائي الذي تربيت عليه، وأفقد ذكائي ولا أحاول فهم أي شيء غير حركات جسدي، وإيقاعات الموسيقى! كما كان عليَّ أن أُحرم من جميع المأكولات اللذيذة، وأعيش على الفيتامينات الكيميائية والمقويات والمنشطات، وقبل كل ذلك أن أفقد مشاعري تجاه البشر.. لا أكره.. لا أحب.. لا أرفض أي شيء.
إن بيوت الأزياء جعلت مني صنمًا متحركًا مهمته العبث بالقلوب والعقول.. فقد تعلمت كيف أكون باردة قاسية مغرورة فارغة من الداخل، لا أكون سوى إطار يرتدي الملابس، فكنت جمادًا يتحرك ويبتسم ولكنه لا يشعر، ولم أكن وحدي المطالبة بذلك، بل كلما تألقت العارضة في تجردها من بشريتها وآدميتها زاد قدرها في هذا العالم البارد.. أما إذا خالفت أيًّا من تعاليم الأزياء فتُعرَّض نفسها لألوان العقوبات التي يدخل فيها الأذى النفسي، والجسماني أيضًا!
وعشت أتجول في العالم عارضة لأحدث خطوط الموضة بكل ما فيها من تبرج وغرور ومجاراة لرغبات الشيطان في إبراز مفاتن المرأة دون خجل أو حياء".
وتواصل فابيان حديثها فتقول:
"لم أكن أشعر بجمال الأزياء فوق جسدي المفرغ -إلا من الهواء والقسوة- بينما كنت أشعر بمهانة النظرات واحتقارهم لي شخصيًّا واحترامهم لما أرتديه.
كما كنت أسير وأتحرك.. وفي كل إيقاعاتي كانت تصاحبني كلمة (لو).. وقد علمت بعد إسلامي أن لو تفتح عمل الشيطان.. وقد كان ذلك صحيحًا، فكنا نحيا في عالم الرذيلة بكل أبعادها، والويل لمن تعرض عليها وتحاول الاكتفاء بعملها فقط".
وعن تحولها المفاجئ من حياة لاهية عابثة إلى أخرى تقول:
"كان ذلك أثناء رحلة لنا في بيروت المحطمة، حيث رأيت كيف يبني الناس هناك الفنادق والمنازل تحت قسوة المدافع، وشاهدت بعيني مستشفى للأطفال في بيروت، ولم أكن وحدي بل كان معي زميلاتي من أصنام البشر، وقد اكتفين بالنظر بلا مبالاة كعادتهن.
ولم أتمكن من مجاراتهن في ذلك.. فقد انقشعت عن عيني في تلك اللحظة غُلالة الشهرة والمجد والحياة الزائفة التي كنت أعيشها، واندفعت نحو أشلاء الأطفال في محاولة لإنقاذ من بقي منهم على قيد الحياة. ولم أعد إلى رفاقي في الفندق حيث تنتظرني الأضواء، وبدأت رحلتي نحو الإنسانية حتى وصلت إلى طريق النور وهو الإسلام.
وتركت بيروت وذهبت إلى باكستان، وعند الحدود الأفغانية عشت الحياة الحقيقية، وتعلمت كيف أكون إنسانة. وقد مضى على وجودي هنا ثمانية أشهر قمتُ بالمعاونة في رعاية الأسر التي تعاني من دمار الحروب، وأحببت الحياة معهم، فأحسنوا معاملتي. وزاد قناعتي في الإسلام دينًا ودستورًا للحياة من خلال معايشتي له، وحياتي مع الأسر الأفغانية والباكستانية وأسلوبهم الملتزم في حياتهم اليومية، ثم بدأت في تعلم اللغة العربية، فهي لغة القرآن، وقد أحرزت في ذلك تقدمًا ملموسًا. وبعد أن كنت أستمد نظام حياتي من صانعي الموضة في العلم، أصبحت حياتي تسير تبعًا لمبادئ الإسلام وروحانياته.
وتصف "فابيان" موقف بيوت الأزياء العالمية منها بعد هدايتها، وتؤكد أنها تتعرض لضغوط دنيوية مكثفة، فقد أرسلوا عروضًا بمضاعفة دخلها الشهري إلى ثلاثة أضعافه، فرفضت بإصرار.. فما كان منهم إلا أن أرسلوا إليها هدايا ثمينة؛ لعلها تعود عن موقفها وترتد عن الإسلام.
وتمضي قائلة:
"ثم توقفوا عن إغرائي بالرجوع، ولجئوا إلى محاولة تشويه صورتي أمام الأسر الأفغانية، فقاموا بنشر أغلفة المجلات التي كانت تتصدرها صوري السابقة أثناء عملي كعارضة أزياء وعلقوها في الطرقات وكأنهم ينتقمون من توبتي، وحاولوا بذلك الوقيعة بيني وبين أهلي الجدد، ولكن خاب ظنهم والحمد لله".
وتنظر فابيان إلى يدها وتقول:
"لم أكن أتوقع أن يدي المرفهة التي كنت أقضي وقتًا طويلاً في المحافظة على نعومتها سأقوم بتعريضها لهذه الأعمال الشاقة وسط الجبال، ولكن هذه المشقة زادت من نصاعة وطهارة يدي، وسيكون لها حسن الجزاء عند الله سبحانه وتعالى إن شاء الله".

إسلام أوريفيا .. الطبيبة الأمريكية


تقول الدكتورة أوريفيا: أنا طبيبة نساء وولادة بأحد المستشفيات الأمريكية.. في يومٍ، أتت امرأة مسلمة عربية لتضع بالمستشفى، فكانت تتألم وتتوجع قبيل الولادة، وحينما قرب موعد انتهاء وقتي أخبرتها أنني سأذهب للمنزل وسيتولى أمر توليدها طبيب غيري، فبدأت تبكي وتصيح بحرارة وتردد: لا، لا أريد رجلاً!
عجبت من شأنها، فأخبرني زوجها أنها لا تريد أن يدخل عليها رجل ليراها؛ فهي طوال عمرها لم ير وجهها سوى والدها وأشقائها وإخوانها وأعمامها (محارمها).
ضحكتُ وقلت له باستغراب شديد: أنا لا أظن أن هناك رجلاً في أمريكا لم ير وجهي بعدُ! فاستجبتُ لطلبهما.
وفي اليوم الثاني جئت للاطمئنان عليها بعد الوضع، وأخبرتها بأن كثيرًا من النساء في أمريكا يتعرضن لالتهابات داخلية وحمى النفاس؛ بسبب استمرار العلاقة الزوجية في فترة بعد الولادة، وأخبرتها بضرورة امتناع هذه العلاقة لمدة 40 يومًا على الأقل. وفي أثناء هذه الأربعين يومًا أخبرتها أيضًا بضرورة التغذية السليمة والابتعاد عن المجهودات البدنية، وذلك تبعًا لما توصلت له أحدث الأبحاث الطبية..
فأخبرتني المرأة أن الإسلام قد ذكر ذلك؛ فالنفساء في الإسلام يحرم جماعها لمدة 40 يومًا حتى تطهر، وكذلك تُعفى من الصيام والصلاة.
عندما سمعت كلامها هذا ذُهلت وأخذني العجب! فلقد توصلت أبحاثنا لنفس تعاليم الإسلام، ولكن بعد تجارب شاقة وكثيرة جدًّا!!
دخلت طبيبة الأطفال لتطمئن على المولود، وكان مما قالته للأم: من الأفضل أن ينام المولود علي جنبه الأيمن؛ لتنتظم دقات قلبه. فقال الأب: إننا نضعه على جنبه الأيمن؛ تطبيقًا لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
فعجبتُ لهذا أيضًا..!
انقضى عمرنا لنصل لهذا العلم، وهم يعرفونه من دينهم؛ فقررت أن أتعرف على هذا الدين، فأخذت إجازة لمدة شهر، وذهبت لمدينة أخرى فيها مركز إسلامي كبير، حيث قضيت أغلب الوقت فيه للسؤال والاستفسار والالتقاء بالمسلمين العرب والأمريكيين، وأعلنت إسلامي -والحمد لله- بعد عدة أشهر فقط.

الأمريكية ألفونا مشيلر .. لماذا أسلمت ؟


- بدأت أعاني من بعض الشكوك حين كنت أذهب للاستماع إلى المواعظ، وأداء الصلاة في الكنيسة.
- صارت هذه الشكوك تتزايد وتتجمع داخل عقلي يومًا بعد يوم.
- حين كنت أقوم بالتدريس في إحدى الجامعات الأمريكية تعرفت على عدد من الطلبة المسلمين الماليزيين الدارسين في تلك الجامعة، ولفت نظري سلوكياتهم الطيبة وجدِّيَّتهم، فبدأتُ أطلب منهم بعض الكتب التي تتحدث عن الإسلام.
- شدتني عقيدة التوحيد الخالص لله الرب الواحد سبحانه.
- شعرت حين قرأت سورة الفاتحة براحة نفسية عميقة لم أشعر بها في حياتي من قبل، ووجدتُ قلبي ينجذب نحو الإسلام.
- بدأتُ رحلة البحث عن الكتب الإسلامية المترجمة إلى اللغة الإنجليزية؛ للتعرف على المزيد من المعلومات عن الإسلام.
- يعيش في أمريكا ما بين 8 إلى 10 ملايين مسلم، وتختلف معاملة المواطنين لهم من ولاية إلى أخرى، وللأسف فإنّ وقوع أي عمل من أعمال العنف يجعل المواطنين هناك ينظرون نظرات الاتهام إلى الجالية المسلمة، رغم أن عددًا من أعمال العنف ارتكبها أمريكيون متعصبون، ولا علاقة للمسلمين بها.
- الإسلام أنصف المرأة وأعطاها حقوقًا لا تتمتع بها نظيرتها في الغرب.
- واجهت بعض المتاعب من جانب والدتي، ولكنني تمكنت -بفضل الله- من التغلب عليها؛ إذ كان الطلبة الماليزيون يرفعون معنوياتي ويحثونني على الصمود في مواجهة احتجاجات الوالدين.
- لقد رزقني الله تعالى بولد وبنت، سميت الولد مصطفى، والبنت خديجة، وسبب اختياري اسم خديجة؛ لأنه اسم زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قرأتُ سيرتها في كتاب، فأعجبتني جدًّا.
- أقوم الآن بترجمة عدد من الكتب الإسلامية من العربية إلى الإنجليزية.
- تراجع القيم الدينية، وازدياد العنف، والخروج على الأعراف الاجتماعية، كل ذلك حصاد العلمانية في الغرب، والأخطر من هذا كله تفكك نظام الأسرة التي هي شرط بقاء المجتمع قويًّا وقادرًا على الاستمرار ومواجهة المخاطر

أناتولي أندربوتش .. الجنرال الروسي

ولد "أناتولي أندربوتش" في (باكو) بأذربيجان.. كان يكره المسلمين أشد الكره، فهو أحد القواد الروس الملاحدة الكبار، الذين حاربوا المسلمين والمجاهدين في أفغانستان، واستشهد على يده كثير منهم.
لم يكن يؤمن بأي دين على الإطلاق، كان ملحدًا شديد التعصب ضد الإسلام، لدرجة أنه كان يحقد على كل مسلم رأه بمجرد النظر، لم يكن يبحث عن اليقين، ولم يكن يشك في أفكاره. إلى أن جاء نقله إلى منطقة (جلال آباد) ليكون قائدًا للقوات الروسية، وندعه هو يكمل:
"كان هدفي تصفية القوات المسلمة المجاهدة، كنت أعامل أسراهم بقسوة شديدة، وأقتل منهم ما استطعت. قاتلناهم بأحدث الأسلحة والوسائل الحديثة، قذفناهم بالجو والبر. والغريب أنهم لم يكونوا يملكون سوى البنادق التي لا تصطاد غزالاً، ولكني كنت أرى جنودي يفرون أمامهم!!
فبدأ الشك يتسرب إلى نفسي، فطلبت من جنودي أن يدعوا لي بعض الأسرى الذين يتكلمون الروسية، فأصبحوا يدعونني إلى الإسلام. تبدلت نظرتي عن الإسلام، وبدأت أقرأ عن جميع الديانات، إلى أن اتخذت القرار الذي عارضني عليه جميع أصدقائي، وهو إعلان إسلامي.
ولكنني صممت عليه وصمدت أمام محاولاتهم لإقناعي بغير الإسلام، ودعوت أسرتي إلى الإسلام حتى أسلمت زوجتي وابني وابنتي، وقررت أن أدعو إلى الله، وأصبحت مؤذنًا؛ لعل الله يغفر لي ويتوب عليّ.

الهندي راهول .. أسلم بسبب الصيام


راهول وهو يقرأ القرآنيثير شهر رمضان الفضيل وما يتبعه من احتفالات بعيد الفطر، فضول واستغراب الكثيرين من غير المسلمين، ويستوقفهم للتفكير والسؤال عما يقوم به المسلمون في هذا الشهر من صوم وصلاة تراويح في المساجد، وتهجد حتى ساعات متأخرة من الليل، وتفقد لأحوال الفقراء والمعوزين، ومد يد المساعدة لهم أكثر من أي وقت آخر في السنة..
ثم ما يعقبه من فرحة وتهانٍ وتبادل للزيارات في عيد الفطر، ما يولد لديهم صورة إيجابية عن هذا الشهر وعن الصيام على وجه التحديد، تدفع بعضهم هذه الصورة إلى الرغبة في الصيام مع المسلمين على الرغم من أنهم لم يعتنقوا الإسلام بعدُ، لكنهم يريدون أن يجربوا هذا الصيام ويتعرفوا على سر القوة العجيبة التي يمتلكها المسلمون في البقاء ساعات طويلة خلال النهار بلا طعام أو شراب أو شهوة.

فضول محمود

الشاب الهندي راهول واحد من هؤلاء الذين أثارهم صيام المسلمين في شهر رمضان، حتى كان هذا الصيام سببًا في إسلامه..
عن قصته مع الإسلام، يقول راهول (26 سنة) -والذي اعتنق الإسلام منذ 9 أشهر-: "نشأت في أحضان عائلة تتبع الديانة الهندوسية كحال معظم أهل الهند الذين تتعدد آلهتهم على الرغم من أنهم يتبعون نفس الدين، فمنهم من يعتبر الأصنام إلهًا له، ومنهم من يعبد البقر وغيرها من الحيوانات، ومنهم من يعبد الشمس. وكبرت دون أن يلفت انتباهي أن هذا الدين وهذه الآلهة أغرقتني في بحر الشرك والكفر والضلال، حتى شاءت إرادة الله عز وجل أن أحظى بفرصة عمل في بلد عربي مسلم شهدت فيه الإسلام للمرة الأولى في حياتي، حيث عملت في سلطنة عمان لمدة 3 سنوات، كان لها أكبر الأثر في تغيير تفكيري وإبصاري للنور".
ويضيف: "بدأت القصة عندما اختلطت بأصدقائي في العمل، وعندما بدءوا يصومون في شهر رمضان الفضيل من العام الماضي، لفتوا انتباهي، فسألتهم لماذا تصومون؟ وماذا يعني الصوم؟ فأخذوا يجيبونني بجدية، ويوضحون لي أنهم مسلمون، وأنهم يصومون في شهر رمضان الفضيل حيث يعدُّ هذا الصيام عبادة يتقربون فيها إلى الله تعالى. واسترسلوا في حديثهم عن شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن؛ لذا وجب الإكثار من قراءة القرآن، وفعل الطاعات حيث تتضاعف الحسنات، وتغفر الذنوب والخطايا".
أعجب راهول بكلام أصدقائه الذي يسمعه لأول مرة في حياته، وشدَّه هذا الدين الذي يتحدثون عنه، وصار يرغب في الاستماع للمزيد، حتى قرر أن يصوم معهم من أجل أن يجرب الصيام، ويعرف ما يشعر به المسلم عندما يصوم.

اكتمال الصورة

يشير راهول إلى أنه ظل يصوم على مدار السنوات الثلاث التي عاشها في سلطنة عمان كلما أتى شهر رمضان الفضيل، وكان يعجب بأجواء العيد، ولم يتوقف عن البحث والسؤال والاطلاع على سلوكيات المسلمين وطبيعة حياتهم، فأعجب بصلاتهم في المسجد في وقت واحد 5 مرات كل يوم يقفون صفًّا واحدًا، لا فرق بين عربي أو أعجمي أو فقير أو غني، بل كلهم يتوجهون لربٍّ واحد يصلون له ويسألونه المغفرة والجنة.
كما أعجب بصوت الأذان الذي يشرح القلب ويسر الخاطر، وفي السياق ذاته يستطرد: "اكتملت الصورة لديّ وازدادت قناعاتي بالإسلام بعد أن قرأت القرآن، وتعرفت من خلاله على الصواب، ووجدت فيه إجابات على كل الأسئلة التي طالما دارت في ذهني: من هو الرب الذي يجب أن يعبد؟ وكيف يعبد؟ ولماذا خلقنا؟ وما هي الحياة التي تنتظرنا بعد الموت؟
كما أسهمت المحاضرات المسجلة على اليوتيوب لأحد الدعاة الهنديين الذين تركوا دينهم السابق، واعتنقوا الإسلام في زيادة قناعتي بالدين الإسلامي وبأنه الدين الصحيح"، خصوصًا أنه كان يعقد مقارنة مقنعة بين الدين الإسلامي وجميع الديانات الأخرى.
ويذكر راهول أنه سافر بعد ذلك إلى الهند لزيارة أهله، مصطحبًا معه مصحفًا بلغتهم، وطلب منهم أن يقرءوه قراءة متفحصة، وطلب من صديقه الهندي المسلم أن يعلِّمه كيف ينطق الشهادتين حيث شرح الله صدره للإسلام.
بعدها حظي بفرصة عمل في دبي، ليعيده الله سبحانه من جديد إلى بلد مسلم ليتعلم فيه أمور دينه الجديد، حيث توجه إلى دائرة الشئون الإسلامية والعمل الخيري في دبي برفقة أحد أصدقائه، وحصل على شهادة اعتناق الإسلام وكتب تثقيفية، وحضر الكثير من المحاضرات التي علّمته الوضوء والطهارة والصلاة، وحفظ بعض السور القصار التي تعينه على الصلاة، ولا يزال يتعلم المزيد.

باب الريان

وردًّا على سؤال عما إذا كان الصيام بعد الإسلام يختلف عن قبله، فأجاب: "بالتأكيد يختلف، فعندما كنت أصوم قبل أن أسلم كان مجرد صوم عن الطعام والشراب، أما بعد الإسلام فصار صيام يتبعه دعاء وصلاة وصدقة وإحساس بالفقراء والمحتاجين، وترك للنوم في الليل من أجل التهجد في المسجد، والشعور بلذة الخضوع والذل لرب عظيم، حاشى أن يتمثل في صنم أو مخلوق".
ومن شدة حب راهول للصيام اختار لنفسه اسم "ريان" ليُدعَى به بعد الإسلام، على أساس أنه يذكِّره بـ"باب الريان" الذي أعدَّه الله عز وجل في الجنة لعباده الصائمين.

قصة إسلام الداعية الأمريكي ميكائيل عبد الله


نشأ "ميخائيل" في أسرة كاثوليكية متشددة في إحدى مدن ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وفي سنّ مبكرة ألحقوه بإحدى المدارس الدينية، لكنّ الطفل الصغير كان كثير الفضول، وكان يوجّه أسئلة يصعب على أساتذته تقديم إجابات مقنعة عليها، وقبل بلوغه سنّ الرابعة عشرة اهتمّ بدراسة اليهودية لكنه -خلال بضع سنين- تأكّد أنّها بدورها لا تقنع عقله الحائر ولا تلبّي تطلعاته الروحية، ولفت نظره أنّ النفاق والفساد هما الطابع المشترك بين رجال الديانتين، فضلاً عن الأخطاء البشعة الناتجة عن تحريف التوراة والأناجيل المختلفة، فانصرف تمامًا عنهما، وصمّم على البحث عن دين آخر، واتّجه إلى دراسة مذاهب مسيحية أخرى، فوجدها لا تقل انحرافًا وشذوذًا عن الكاثوليكية أو اليهودية، وهكذا تأكّد أنّه لن يقبل بأي من الديانتين بقية عمره.
وبعد أن انتهى من دراساته المتخصصة في علوم الحاسب الآلي، وتخطيه الخامسة والعشرين من عمره، تعرّض لضائقة مادية اضطرته للبحث عن وظيفة، وساقه قدر الله إلى العمل بأحد مطاعم الوجبات السريعة، ومنذ اليوم الأول لاحظ وجود سيدة ترتدي ملابس قريبة الشبه بثياب الراهبات، لكنّها متزوجة، وليس مفروضًا عليها العزوبة والحرمان مثلهن!! وزادت دهشته بسبب مواظبة تلك الزميلة في العمل على أداء حركات غريبة كل يوم في موعد ثابت لا يتغير، وكان من الطبيعي أن يسألها عمّا تلبس وتفعل، فأخبرته (فاطمة) بأنّها مسلمة، وأنّها تصلّي يوميًّا كما أمرها الله رب العالمين الذي تعبده بلا شريك أو ولد، وطلبت من أخيها (محمود) وابن عمها (جاويد) أن يقوما بالإجابة عن كل أسئلته حول الإسلام، وقد رحب الشابان -فورًا- بتقديم كل المعلومات عن الدين الحنيف إلى ميخائيل الذي كادت السعادة تفقده صوابه.
في خلال أيام قلائل أدرك أنه قد عثر أخيرًا على ضالته المنشودة، وكانت الخطوة الحاسمة في حياته عندما اصطحبه الشابان بعد أسبوعين إلى أكبر مساجد المنطقة؛ حيث علّمه إمام المسجد كيف ينطق بالشهادتين ليكون مسلمًا، وحانت أسعد لحظات عمره، فنطق بها في المسجد وسط تكبير وتهليل أكثر من مائتي مسلم، وفاضت الدموع من عينيي ميكائيل وهم يحتضنونه ويقبلونه بحرارة، مهنئينه بمولده الجديد، كما لم يفعل أحد من أفراد عائلته معه طوال حياته، وللمرة الأولى في حياته نام بعد عودته إلى مسكنه نومًا عميقًا مريحًا هادئًا بلا كوابيس ولا قلق كما كان يحدث له من قبل، وعكف خلال الأسابيع التالية على قراءة كتاب "تفسير معاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية" الذي كان إمام المسجد قد أهداه إليه، وقد وجد في القرآن الكريم كل الإجابات الكافية و الشافية -بوضوح تام- على كل ما كان يعصف بعقله من تساؤلات حائرة عن الله تعالى، وعيسى، والأنبياء عليهم السلام، وحكمة الخلق، والحياة، والآخرة، والعبادات، والتشريعات وغير ذلك.
وبعد اعتناقه الإسلام بثلاثة أسابيع تقريبًا رأى ميكائيل -في منامه- الرسول صلى الله عليه وسلم مبتسمًا مرحبًا به، وكان عليه السلام مع عدد من أصحابه يؤدون الصلاة في حديقة مليئة بالأشجار والأزهار -وخاصة الياسمين- لم ير ميكائيل لها مثيلاً من قبل في جمالها وروعتها، وتعرّف على شخص النبي الأكرم فورًا من بين كل من كانوا يصلون معه، وأحس بحب وشوق شديدين إليه، اندفع نحوه بلهفة قائلاً له: أتأذن لي يا سيدي في أن أعانقك؟! ابتسم صاحب الخلق العظيم مجيبًا: ليس الآن، هناك شيء أريدك أن تفعله قبل ذلك، ظنّ ميكائيل أنّ السبب هو أنّه لم يحسن الصلاة، فذهب إلى الموضع الذي كانوا يصلون فيه، وهو أرض مبلّطة برخام ثمين نادر، وأعاد الصلاة بخشوع، ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله: هل أعانقك الآن؟ ابتسم عليه السلام وقال له: لا ليس بعد، أنت لم تفعل ما أخبرتك به بالشكل المطلوب، وتكرر هذا مرة ثالثة، ثم قال ميكائيل في المرة الأخيرة: حسنًا يا سيدي سوف أبذل كل جهدي لتنفيذ ما أمرتني به، حتى أكون جديرًا بمعانقتك، فأشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم أن نعم اجتهد أن تفعل ما قلت لك، ثم استيقظ من نومه عند هذا الحد.
وبعد ذلك بعدة أسابيع رأى ميكائيل في منامه أنه يتحاور مع إخوته الأشقاء -غير المسلمين- وأحد القساوسة وراهبة في إحدى الكنائس حول الأديان، وحاولوا إقناعه بالدخول في الكفر من جديد فرفض، وقال لهم: أنتم على ضلال، تشاجروا معه وحاول بعدهم أن يضربه بعصا لكنه أمسكها بيده ومنعه من ذلك، وكرروا محاولة الاعتداء عليه فمنعهم أيضًا، وحان وقت صلاة الظهر فطلب منهم السماح له بالصلاة فاعترضوا، فخرج من الكنيسة إلى حديقة أمامها وأقام الصلاة، بعد تكبيرة الإحرام بدأ في قراءة الفاتحة, ولاحظ أن عددًا من النصارى خرجوا وراءه من مبنى الكنيسة، وبدءوا في الصلاة خلفه فور سماعهم لترتيله فاتحة القراّن الكريم بصوت جميل عذب وتجويد تام، ولم يكد ينتهي من قراءة الفاتحة حتى وجد أنّ أعداد المصلين خلفه قد تضاعفت، فرغ من أداء الصلاة والتفت خلفه فإذا به يرى كل من كانوا بداخل الكنيسة قد خرجوا جميعا -ومعهم القسيس والراهبة- واصطفوا خلفه يؤدون صلاة الظهر بالحديقة!!
وبعد ذلك بقليل تحولت الكنيسة إلى مسجد، وفي صلاة العصر انضم إليه كل سكان المنطقة من رعايا تلك الكنيسة -سابقًا- بمن فيهم النساء والأطفال!!
كانت تلك الرؤيا -مع رؤيا النبي عليه السلام من قبل- توجيهًا إلهيًّا واضحًا بما يشبه المعجزة، لقد فهم ميكائيل الأمر النبوي الشريف له بالتزود بالمعرفة الإسلامية الكافية ودراسة العلوم الشرعية مع التطبيق السليم، ثم دعوة أهله وأقاربه وكل أصدقائه ومعارفه وجيرانه ومن يقابلهم في أي مكان -بالحكمة والموعظة الحسنة- إلى الإسلام.
ومنذ ذلك الوقت نذر الداعية الأمريكي نفسه وكلَّ ما يملك لإرشاد الضالين والحيارى في بلاد العم سام إلى الله.
وفى الختام يقول ميكائيل: لقد سألني أخٌ في الله: ماذا تريد أكثر من أن ترى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام؟! إنّ هذا لخير عظيم يتمناه الملايين ممن ولدوا مسلمين ولم يحصلوا عليه؟!
وأجيب بأنّ هذه منحة كبرى من الله حقًّا بعد أن أنعم علينا بالإسلام، وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يثبّتنا على ملّته، وأن يقبضنا عليها، وأن يجعلنا هداة مهتدين، ويهدي بنا الملايين إن لم يكن المليارات من البشر إلى الحق والسلام والإسلام، وأُبشّر المسلمين في كل مكان بأننا نشهد الآن فتحًا جديدًا لا ريب فيه، فالإسلام ينتشر هنا في الغرب بسرعة البرق الخاطف، أو كضياء الشمس الذي يغمر كل الكائنات في ثوان معدودات، ولا يستطيع أحد وقفه أو الحد من انتشاره، وحتى المشاكل أو المصائب التي يواجهها المسلمون هنا تنقلب بقدرة وفضل الله عز وجل إلى خير عظيم، وسوف أضرب لكم مثالاً واحدًا ليعلم الجميع أنّ الله تعالى لا يقوى على حربه أحد، وأنّ الله يرد كيد الأعداء إلى نحورهم، وهو نعم الناصر والمعين للمؤمنين. فقد شعرنا جميعًا بالحزن -في المنطقة التي أسكن فيها- بسبب اعتقال إمام مسجدنا رغم أنّ التحقيقات أثبتت براءته!! ولكنّ المولى عز وجل أراد به وبآخرين الخير كل الخير، فقد جعله سببًا في اعتناق أكثر من ثلاثين شخصًا للإسلام داخل السجن خلال بضعة أسابيع فقط، ولو لم يدخل هذا الإمام الفاضل السجن فمن كان سيدعو هؤلاء السجناء؟! ومن كان سيعلمهم قواعد الإسلام؟!!
أسأل الله تعالى أن يستعملني في الدعوة المباركة إلى آخر لحظة من العمر، وأن يكون آخر كلامي لحظة خروج الروح من جسدي: لا اله إلا الله وحده لا شريك له محمد رسول الله، صلى الله عليه وعلى اّله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق